أتم المسيو أميل فابر الخبير المسرحي الذي انتدبته الحكومة المصرية لدراسة المسرح المصري والوسائل اللازمة لترقيته - مهمته أخيراً ووضع عنها تقريراً موجزاً أذاعته الصحف، وخلاصة تقرير المسيو فابر، هو أن توجد بمصر نواة صالحة للمسرح ولإنشاء فرقة قومية، وأن توجد بالأخص عناصر قوية للتمثيل الهزلي (الكوميديا) تضارع نظائرها في الأمم الراقية، وأن مصر تنقصها المسارح الحديثة، وأن الاختراع لا يزال متأخراً؛ بيد أن المسيو فابر لم يستطع أن يبدي رأيه في شأن التأليف المسرحي بمصر ولا في شأن اللغة المسرحية التي يحسن اتباعها، وإنما ذكر في ذلك ملاحظات قال انه سمعها من أصدقائه المصريين، وقد سبق أن لاحظنا حينما انتدبت الحكومة المصرية المسيو فابر ليقوم بهذه المهمة أن في هذا الانتداب شيئاً من الشذوذ، وأن مصر قد ذهبت بعيداً في سياسة الاستعانة بالخبراء الأجانب. ذلك أن المسيو فابر رغم مواهبه الفنية البارعة ورغم خبرته المسرحية الفائقة التي جعلته مدى ثلاثين عاماً مديراً لمسرح الكوميدي فرانسيز، هو أبعد الناس عن روح المسرح المصري والظروف الاجتماعية التي تحيط به والخلال الشرقية التي تتصل بمهمته، وقد جاء تقرير المسيو فابر مؤيداً لما لا حظنا، فهو لم يستطع أن يقوم بدراسة عميقة لشئون المسرح المصري لأن هذا المسرح مغلق بطبيعته عليه. وإنما اكتفى بدراسة مظاهره المادية، وقد كان خيراً لو أن الحكومة بدلاً من انتداب خبير أجنبي فكرت في أن توفد مندوباً مصرياً أو اكثر لدراسة المسرح الحديث في عواصم أوربا دراسة عميقة. والتوفر بعد ذلك على تنظيم المسرح المصري بما أفاد من خبرة ومقارنة، هذا هو الوضع الطبيعي للمسألة، أما انتداب خبير أجنبي لدراسة موضوع شرقي عربي فهو من تناقضات سياسة الاستعانة بالخبراء الأجانب في كل شيء وهي سياسة قد عفت اليوم.
حول العيد المئوي لوزارة المعارف
أشارت وزارة المعارف في بعض بياناتها عن احتفالها بعيدها المئوي إنها اضطرت إلى الاختصار في الإجراءات والحفلات نظراً لأنها لم تبدأ استعدادها لإحياء هذا العيد القومي