للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شاعر مجهول]

للأستاذ حسني كنعان

لقيني بالأمس القريب صديق فاضل من أسرة الجندي الدمشقية فقال لي فيما قال:

- لقد أنكرت فضل الرجل وما عافت له حقه. قلت:

- أي رجل بعني. .؟ قال:

- أعني عميد أسرتنا وشاعر سورية المجلي) (الشيخ أمين الجندي). . إن جميع ما ذكرته من موشحات وقدود وأشعار في فصل أسق العطاش الذي نشرته في الرسالة الغراء منذ أمد هي من نظمه، فقطعة يا غزالي كيف عني أبعدوك، وتيمتني هيمتني عن سواها شغلتني، واسق العطاش تكرماً. . . هي من نظمه. . فلماذا لا تطلعني على مقالك قبل نشره في الرسالة ليكون بحثك كاملا من كل جهاته. .؟ قلت:

- كيف أستطيع أن أتأكد من ذلك. .؟ قال:

- أنا أطلعك على ديوان له مطبوع قد حوى في طياته هذه اللطائف والرقائق. . وكنت أسمع عن هذا الشاعر الشي الكثير ولكني مع الأسف الشديد لم أقع على ديوانه. فألفيتها فرصة سانحة أن يعرض على أحدهم هذا العرض الذي وافق هوى في نفسي التواقة إليه، وذلك أملاً في أن أنصف الرجل. . مضت مدة من الزمن دون أن يفي هذا الصديق بوعده، فذكرت ذلك لصديق آخر من أفراد هذه الأسرة وهو المحامي السيد (تاج الدين) الجندي نجل العلامة الشيخ سليم الجندي أستاذ الطنطاوي، والأفغاني، والجيرودي، والعطار، وصاحب محاضرة المعري التي أعجبت الأستاذين الجليلين معالي طه حسين باشا وصاحب العزة أحمد أمين بك في المهرجان الألفي للشاعر المعري.

فأخذني نجل علامتنا إلى مكتبه، ودفع إلى الديوان للاطلاع عليه. . . فعكفت على دراسته عكوف الهائم الولهان. فوجدت فيه من الدرر واللآلئ ما يصلح أن أحلي جيد هذه الصحيفة به. فالديوان يحوي قدوداً وموشحات وأشعاراً غزلية وصوفية كنا هائمين بها ومعجبين بقائلها قبل أن نعرف مصادرها ومواطنها. . وبقدر اطلاعنا على هذا الديوان الفذ ازددنا عجباً وإكباراً لهذا الشاعر. وها أنا ذا إظهاراً للحقائق وتمشياً مع السنة التي درجت عليها من إحياء ذكرى الأعلام في ربوعنا في هذه الصحيفة التي فتحت صدرها لمثل هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>