للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

زينوبيا

للأستاذ محمد محمد مصطفى

(لا تزال أطلال مدينة (تدمر) قائمة بالقرب من دمشق ينقب

فيها العلماء عن الآثار، وقد حكمت هذه المدينة من سنة ٢٦٧

إلى ٢٧٢ بعد الميلاد فتاة تدعى (زينوبيا) فاتنة عنيدة شديدة

المراس لاقى منها الرومانيون الأهوال، وقصتها ممتعة شائقة)

- مولاتي. . . مولاتي. . . أين مولاتي؟

- ما ورائك يا مرندا؟

- إنه بيلنوس يا مولاتي. . . تالله لقد رأيته بعيني هاتين. أنصتوا. . . ألا تسمعون قرع الطبول؟. . . لقد عاد بيلنوس من مصر على رأس جيشه الظافر

- لئن كان ذلك حقاً فلن يضع أحد سواك على رأسه الغار

ودنت كتائب الجيش من المدينة فقامت (تدمر) بأسرها تحيي الظافرين، وغص قصر الملكة بزرافات الشعب ترقب عود الفاتحين. . .

وتحدج الملكة بنظرها قائدها بيلنوس وقد نال منه الونى، وبدا عليه الوهن لفرط ما بذل في دحر الرومان، فتهتف: يا ابنة ناديوس ضعي على رأسه الغار

ويفتر ثغر مرندا لهذا الشرف ويهتز له قلبها وتطوق رأسه بالغار، وتسأله في خفر: كيف وجدت مصر؟

- لقد عاث فيها الرومان الطغاة وأنزلوا بها الهوان، فانقضت جيوشي عليهم فروعتهم وملأتهم رعباً وتساقط جنودهم تحت أقدام فرساننا كالذباب واندفعت وراء فلولهم حتى انجلى آخر روماني عن أرض وادي النيل

وتبسم الملكة فيميد لابتسامتها قلبه، وتقول له: لقد أعجبت بما جندلت من جنود العدو مشاة وفرسانا، وقد وليتك أرض مصر فكن بأهلها رحيما، وأعلم أن بها أناسا يكنزون المال

<<  <  ج:
ص:  >  >>