(لا تعلفوا الماشية بل تعلفوا الأرض). بهذا رد العلماء الأمريكيون والمهتمون بزيادة الإنتاج الحيواني من لحم ولبن وما يتفرع منهما. فلم تكن الثروة الحيوانية وتوفير أغذيتها من معضلات الشرق وحده بل امتدت إلى كل بلاد العالم. وظلت بضع سنوات مشكلة علماء الحيوان وموضوع بحثهم حتى حلت عن ايسر طريق فأزالت ما كان يهدد الصحة العامة من علل.
والفلاح عندما يدرك أن الحشيش والبرسيم وحدهما ليسا من الأغذية الكافية لبقرته فيلجأ إلى علفها بالفول برغم ارتفاع ثمنه. ومع ذلك فلدينا نقص ملحوظ، فكثير من الأبقار لا تلد ولا تنتج ذرية كالمعتاد.
ودرس العلماء ظواهر هذا الصنف وعزوه إلى سوء التغذية ومن ثم اقبلوه على أنواع الغذاء المختلفة، فجربوه كسب القطن والفول وشتى أنواع الأغذية الحيوانية، ولكن واحداً منها لم يوصلهم إلى هدفهم المنشود وزيادة وزن الحيوانات بما يتناسب وما تستهلك من طعام حتى تعادل النفقات الثمار.
الطبيعة أنسب:
وانتقلت التجارب إلى مرحلتها الكيماوية أيضاً فأضيفت مواد الحديد والمنجانيز والكالسيوم إلى أغذية الحيوانات فلم تؤد إلى نتيجة سارة. واحتفظت الماشية بنحافتها وسوء تغذيتها. واستمرت التجارب وقتاً طويلاً تقلب فيه العلماء بين شتى أنواع الأغذية الغالية والرخيصة فلاحظوا أن شهية الحيوان أقوى ما تكون إلى رعى الحشيش وليس إلى وسائلهم الصناعية. وأخيراً لجأ العلماء إلى تغذية قطعانهم بمركبات الفوسفور. والعظم كما تعرف من أغنى المواد بها فلوحظ تحسن ظاهر اكتسبت فيه الماشية لحما وتحسنا في إنتاجها وزيادة ذريتها.
وعندئذ عرف الباحثون انهم وضعوا أصابعهم على مفتاح حل معضلتهم وبقى عليهم أن