(محمد عبده) يدخل في سلسلة (أعلام الإسلام) نصاً وروحاً. ولقد أحسنت اللجنة التعجيل بإخراجه في أول السلسة، كما أحسن الدكتور عثمان أمين في اختيار الشخصية التي يقدمها من أعلام الإسلام.
ومن أولى المسلمين بأن يترجم له في الأعلام مثل الأستاذ الإمام؟ لقد عبنا على اللجنة إقرارها ترجمة (بشار) و (أبي نواس) ولكننا اليوم نذكرها بالثناء لهذا الانتقاء.
والدكتور عثمان أمين عالم بالشيخ محمد عبده من طول ما قرأ له وقرأ عنه. حتى لقد شغل به نفسه في رسالته التي ظفر بها بإجازة (الدكتوراه). ولا يزال الشيخ شغلا لصديقنا المؤلف في الصحف تارة وفي الندوات الأدبية تارات. حتى ليصح القول إن عثمان أمين ظل لروح الإمام لو كان للأرواح ظلال.
لعل هذا الكتاب موجز لرسالة المؤلف التي قدمها إلى الجامعة؛ ولعله أوجز فيه - مراعاة لاعتبار الطبع والنشر - كل ما يمكن أن يعرف عن محمد عبده
وإيجاز الرسائل الجامعية عمل لا بأس به لمن يريدون أن يجعلوا العلم سهلا تناوله قريباً مأخذه.
ولعل ذلك كان هدف المؤلف حين قصد إلى إخراج كتابه في هذه السلسلة المألوفة المنتشرة.
وليس كتاب (محمد عبده) عملا أدبياً يضع صاحبه في مرتبة الأدباء. وأظن المؤلف لم يقصد إلى هذا من وراء كتابه ولا عناه. ولكنه عمل عالم مشتغل بالفلسفة أراد أن يرسم للقراء صفحة واضحة من حياة رجل اشتغل بالحياة الفكرية الفلسفية الإسلامية فكان علماً من أعلامها.
ومن هنا أخطأ الذين لاموا عثمان أمين على طريقته في كتابه؛ ووجه الخطأ في قولهم إن