للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من هنا ومن هناك]

ألمانيا بعد سقوط هتلر

(عن (جوتبرج هاندل) السويدية)

لا يستطيع الباحث المدقق في حالة ألمانيا أن يحكم إذا كان ذلك النظام

الذي أقامه هتلر سينهار بقيام حرب عالمية، أو أن سيدركه الفناء تحت

تأثير عوامل وأزمات داخلية، يثيرها تدهور الحالة المالية والاقتصادية

بها ومهما تكن الأحوال.

فإن الدوائر السياسية العليمة في أوربا، أصبحت تعتقد أن سقوط النظام الهتلري سيكون في خلال سنة ١٩٤٠. فإذا كان الأمر كذلك فيحق للإنسان أن يسأل كيف تكون ألمانيا بعد هتلر؟

لقد احتاطت الدعاية الألمانية لهذا السؤال، ونشرت ما شاء لها الهوى من الأقاويل بين العامة والخاصة معلنة أن سقوط هتلر يتبعه قيام البلشفية في ألمانيا. وهذا خطر تهون إلى جانبه كل الأخطار. وقد تمسك بعض الناس بالنظام القائم في ألمانيا الآن باعتباره أخف الضررين. على أن الدوائر الاقتصادية المطلعة والأوساط الدينية تقرر أن نظام ستالين ونظام هتلر لا يختلفان

والنازية لا تجد لها سنداً في خارج ألمانيا إلا في بعض الدوائر التي ترى أن البلشفية تعم ألمانيا بعد هتلر، ومن ثم يختل النظام وتنهار المدنية في غرب ألمانيا تحت تأثير هذه الكارثة الخطيرة. ولكن هل في الحق أن ألمانيا مهددة بخطر الاشتراكية؟

إننا نستطيع أن نقرر في تردد أن ألمانيا على وجه العموم أقل انخداعاً بالماركسية من أي دولة من دول أوربا. وإن كان بعض قصيري النظر يعتقدون أن الماركسية قد تنتشر في ألمانيا كرد فعل للنظام النازي

إن ألمانيا ولا شك ستكون عرضة لانقلاب قوي شديد كرد فعل للنظام الذي تحكم به الآن فتلك سنة الطبيعة، ولكن هذا الانقلاب سينحو ولا شك ناحية مناقضة لهذا النظام. ولكن الاشتراكية ليست الناحية المناقضة للنازية بحال من الأحوال. . . إن ألمانيا التي تتبرم

<<  <  ج:
ص:  >  >>