للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[شيلر الشاعر الألماني]

للأستاذ عيسى إسكندر المعلوف

حياته

هو فريدرك فون شيلر ولد في مدينة مارباخ من أعمال مقاطعة ورتمبرغ الجرمانية في ١٠ت سنة ١٨٩٥. وكان أبوه يوهان كاسبار جراحاً مساعداً في الجيش استخدم في حرب أوستريا الارتية. وكانت والدته تقية حنوناً فغرست فيه تلك المبادئ. واسمها اليصابات كورفايس. كان منذ صغره ولوعا بالكتب، وفي المدرسة كان ينفرد ويطالع، فيجد تلك الساعات من ألذ أيام حياته، وكان يهيم في الطبيعة ويسرح في آفاق الخيال وراء شاعريته التي كانت نفسه تنزع إليها.

وكان نحيف الجسم مجتهداً كثير المطالعة تنزع نفسه إلى نظم الشعر، ولذلك جمع بين الإنشاء الطلي والشعر الرقيق والتاريخ الوطني، فكان ثاني غوته أشهر شعراء ألمانيا.

ترك آثاراً تشهد بنبوغه وتفوقه، وكان أصغر من زميله ومعاصره غوته بعشر سنوات، تعارفنا لما كان شيلر في الرابعة والثلاثين من عمره وغوته في الرابعة والأربعين.

أنصب شيلر على مطالعة أشعار هوميروس اليوناني وفيرجيل الروماني لإتقانه اللغتين اليونانية واللاتينية كل الإتقان.

ثم طالع منظومات (كلوستوك) شاعر ألمانيا العظيم وغيره من كبار الشعراء، مما بث فيه روح الشاعرية وقواها.

وكان قد درس على علماء عصره المشهورين ونال شهادته بإتمام دروسه سنة ١٧٧٩ بحفلة حافلة شهدها غوته الشاعر الألماني الآنف الذكر. ولم يكن غوته يظن أن شيلر سيكون نابغة في عصره وصديهاً مخلصاً له، ورجلا محبا لوطنه وشعبه، ومؤثرا عظيما في رقي بلاده. ولم يكن غوته ليظن بأن شيلر سيصبح كاتباً مدققاً وشاعرا بليغا ومؤرخا ثقة، صاحب مخيلة واسعة، طلي الإنشاء، حتى يحبه الشعب ويحترمه.

وكان لما حل شيلر بقرية فولكشتات سنة ١٧٨٨ أن اجتمع بغوته مرة فاستقبله هذا غير مكترث له فأثر ذلك المشهد الاحتقاري في نفس شيلر وحركته عزة نفسه أن كتب إلى صديق له يخبره بعدم تناسب الذوقين أي ذوقه وذوق غوته، لأن لكل منهما وجهة يتجه لها

<<  <  ج:
ص:  >  >>