للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

انهيار جدار

مترجمة عن الإنجليزية

بقلم الآنسة سلوى الحومانى

كان ضحى يوم من أيام نوار الضاحكة وقد أشرقت الطبيعة بابتسامة الربيع، فرفلت الحقول بحلته الزمردية المزركشة، وعبق الجو بأنفاس الزهور العطرة. وانطلقت الطيور صادحة تبنى أعشاشها على أفنان الشجر وبين العشب النامي في مرتفعات الأرض التي بدت بانحداراتها كستائر من السحر أو كلوحات فنية هي أروع ما أبدعت يد عبقري.

وفي ذلك اليوم المشرق، وفي حقول قرية (هاثرتون)، كانت (جيزيا أنوين) القروية الحسناء تنحدر مسرعة إلى تلك القرية وقد حملت سلة بيض توصلها إلى السيدة (برسكلوف) العجوز كهدية من إنتاج طيورها التي تفننت في تربيتها في مزرعة أبيها الموسر.

كانت جيزيا تبدو آية من آيات الفن بثوبها الأزرق البديع التصق بقدها السمهري بزهو وخيلاء، وقبعتها الباريسية الأنيقة التي علت رأسها الجميل تحاكى زهور الأرض روعة وجمالاً. فكأنما كانت تلك القروية مرآة للربيع الغض الزاجر بالحياة، فصاغت من ثراء أبيها حلل الأناقة والفن بعينها على ذلك ذوقها السليم وجمالها الفتان.

كان جمالها حديث أهل القرية ومطمع عيون الشبان فيها ومعقد آمالهم، فتسابقوا عليها يطرحون بين يديها قلوبهم ومهجمهم. فلم يرض واحد منهم طموحها، فضاقت بهم ذرعاً وطغى بها غرورها فراحت تسخر منهم وتهزأ بعواطفهم المحمومة ثم بالغت في القسوة حتى لم تتورع عن صب وعاء من الماء البارد على راس هائم جاء يشكو إليها لواعج قلبه فلم ترقها لعثمته ولهجته الحمقاء. وبعد أن استرد روعه من تأثير الماء طردته بلطف وهيتربت على كتفه باسمه وتقول بهزء: ظننتك محموماً تهذي يا عزيزي فأسعفتك بالماء البارد.

وكذلك قصتها مع (ريف بارامور) زميلها في الدراسة ورفيق صباها الذي قطعت معه مرحلة الطفولة العابثة المرحة فلعبا الحلجة وفتشا أعشاش العصافير ركضاً معاً في حقول

<<  <  ج:
ص:  >  >>