للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بلياس ومليزاند]

للفيلسوف البلجيكي موريس ماترلنك

ترجمة الدكتور حسن صادق

مليزاند: خل سبيلي. . . قد يباغتنا أحد. . .

بلياس: كلا، كلا، لن أطلق سراحك الليلة، أنت سجينتي، وستظلين كذلك الليل كله. . .

مليزاند: بلياس! بلياس!

بلياس: لن تستطيعي الفكاك بعد ذلك. . . إني أربط شعرك حول الأغصان. . . لم أعد أتألم وسطه. . . أتسمعين قبلاتي ترقص على امتداده؟ إنها تتسلقه، ويجب أن تحمل كل شعرة إليك قبلة. . . أنظري. . . أستطيع الآن أن أفتح يدي. . . أترين؟ هاتان يداي مفتوحتين طليقتين، ومع ذلك تعجزين عن هجري والابتعاد عني!

(يخرج من البرج يمام ويطير حولهما)

مليزاند: أوه! آلمتني. . . ما هذه الطير التي تحوم في الفضاء حولي؟

بلياس: اليمام خرج من البرج. . لقد أفزعته فطار

مليزاند: أنه يمامي يا بلياس! اذهب من هنا ودعني وحدي لن يعود إلي يمامي!

بلياس: ولماذا؟

مليزاند: سيضل في الظلام. . . دعني أرفع رأسي. . . إني، أسمع وقع أقدام. . . اتركني بربك. . . إن (جولو) مقبل علينا! أعتقد أنه هو! لقد سمع حديثنا. .

بلياس: انتظري! انتظري! شعرك عالق بالأغصان. . وقد اشتبك في سواد الليل. انتظري!

انتظري!. . . التف الكون بالظلام. . .

(يدخل جولو من الطريق المستديرة)

جولو: ماذا تصنع هنا؟

بلياس: ماذا أصنع هنا؟. . . إني. . .

جولو: أنتما طفلان. . . مليزاند، لا تنحني هكذا على النافذة. . ستسقطين. . . أنسيتما أن شطراً كبيراً من الليل قد تردى في هوة الماضي؟. . . كاد الليل أن ينتصف. . . لا يجوز أن تلعبا في الظلام كما تفعلان الآن. . . أنتما طفلان. . . (ثم يقول في انفعال شديد) أي

<<  <  ج:
ص:  >  >>