للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صلاح الدين موسى]

المعروف بقاضي زاده الرومي

للأستاذ قدري حافظ طوقان

من الغريب أن نجد في تاريخ الرياضيات لسميث في الجزء الأول ص ٢٨٩ أن غياث الدين يعرف بقاضي زاده الرومي وأيضاً بعلي القوشجين وهذا خطأن فغياث الدين لم يعرف بأحد هذين الاسمين بل إن غياث الدين وقاضي زادة وعلي القوشجي هم ثلاثة أشخاص اشتهروا باهتمامهم في العلوم الرياضية والفلكية، وقد يكون الخطأ الذي وقع فيه سميث ناتجاً عن كون الثلاثة اشتغلوا في مرصد سمرقند وعاونوا ألفي بك صاحب المرصد وأمير تركستان وما وراء النهر في إجراء الأرصاد وعمل الأزياج

إن قاضي زادة الرومي هو صلاح الدين بن محمد بن محمود من علماء الرياضيات والهيئة الذين اشتهروا في القرن التاسع للهجرة، ولد في بروسة في النصف الأخير من القرن الثامن للهجرة وتوفي في سمرقند بين ٨٣٠هـ و٤٠ هـ. درس مبادئ العلوم على علماء زمانه ثم لازم علي شمس الدين منلا فنارى ودرس عليه الهندسة وقد مدح له علماء خراسان وما وراء النهر وذكر له الشيء الكثير عن تفوقهم في الهيئة والرياضيات مما أوجد رغبة عند صاحب الترجمة في الذهاب إلى تلك البلاد للاجتماع بعلمائها والاغتراف من فيض علمهم ونبوغهم

ولقد شعر قاضي زادة أن أهله سيمانعون في سفره، ولذلك عوّل على تنفيذ عزمه مهما كلفه الأمر. ويقال إن إحدى شقيقاته شعرت بذلك وخافت أن يقع أخوها تحت غوائل الحاجة والفاقة في بلاد الغربة فوضعت بعض مجوهراتها بين كتبه التي ستصحبه في السفر. وفي أواخر القرن الثامن للهجرة اختفى قاضي زادة بغتة وإذا هو في طريقه إلى خراسان وبلاد ما وراء النهر حيث درس على علمائها العلوم الرياضية وقد وصل فيها إلى درجة يحسده عليها معاصروه من فحول العلماء وكبار الحكماء

اشتهر في سمرقند وذاع صيته، واستدعاه ألفي بك وقربه وأغدق عليه العطايا وعيّنه أستاذاً له. ولا شك أن الفضل فيما نجده في ألفي بك من رغبة في مواصلة الدرس والبحث يرجع إلى قاضي زاده الرومي

<<  <  ج:
ص:  >  >>