تقول النشرة الرسمية للمؤتمر اليهودي العالمي (ومركزه نيويورك) إن الدافع الرئيسي لهجرة يهود اليمن إلى فلسطين هو الاضطهاد الذي لحق بهم بعد حرب فلسطين، والمجاعة التي لحقت باليمن عامة ويهودها خاصة. أضف إلى لك النزعة الدينية القومية التي حفظها اليهود على مر الأجيال وهي (إن نسيتك يا أورشليم فلتشل يداي). هذا نوع من التضليل والدعاية المغرضة التي تشوب تصريحات أولي الأمر في اليهودية العالمية فقد استعرضنا في مستهل هذا البحث ما سجلته دائرة الأبحاث الشرقية في جامعة اليهود العبرية بالقدس وآراء مبعوثي الهيئات اليهودية إلى اليمن من حسن المعاملة التي لقيتها الطائفة اليهودية في اليمن قديما وحديثا. واضطهاد اليهود بدعة تتفنن القيادة اليهودية من أجلها شنت حملة غزو الأراضي المقدسة في فلسطين
والقول بأن في اليمن مجاعة ينفيه أن ما يعرف عن البلاد اليمنية من انتشار الرخاء فيها، فالبلاد اليمنية مزيج من الجبال الشماء والسهول الخصبة تتوف فيها المياه وتنتشر فيها الزراعة من أقدم العصور. وليس في سجل المعلومات عن اليمن أنها أصيبت بمجاعات
أما النزعة الدينية التي دفعت يهود اليمن إلى النزوح لإسرائيل فهي حقيقة لا تنكر. ولكن الذي أذكى نار الحماس اليهودي لغزو فلسطين هو ما أثارته الحركة الصهيونية العالمية في نفوس الجاليات اليهودية في الشرق والغرب من نار القومية اليهودية العنيفة
وليس أدل على لون الخداع والغش الذي يشوب أعمال الحركة الصهيونية من أن هجرة يهود اليمن إلى فلسطين لم تتحقق على هذا النحو من السرعة والإتقان إلا لأنهها كانت وليدة تدابير يرجع عهدها إلى سنين مضت قبل أن تدخل الدول العربية في حرب مع اليهود وقبل أن تولد الدولة اليهودية
وتشجيع الحركة الصهيونية ليهود اليمن على الهجرة غلى إسرائيل هو جزء من الخطوة التي ترمي غلى حشد أكبر عدد ممكن من يهو العالم في (أرض الميعاد) ليزدادوا قوة وعددا ويحققوا برامج بني إسرائيل في إقامة دولتهم في الحدود التي دونتها التوراة: (من ضفاف النيل إلى ضفاف دجلة والفرات. وم طرسوس إلى صحراء الجزيرة العربية) والمهم حين