للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

إلى معالي وزير المعارف في العراق:

سيدي الأستاذ

سألت عنك، فقيل لي إنك أحد هؤلاء الممتازين خلقا وثقافة. وحين علمت هذه الحقيقة، قد قررت على الفور أنك تقرأ (الرسالة) وتألف صرير القلم، وتستجيب لدعوة الحق، ولهذا كتبت إليك. . فليس أحب إلي من أن أتحدث إلى رجل ممتاز أو أخلو إلى كتاب ممتاز، لأن كليهما لن يضيق بصحبة الأدب ولن يتنكر لرسالة الوفاء!

وأحمد الله أنك في المكان الذي أحب لأمثالك من الممتازين أن يكونوا فيه، وأشكر للعراق فطنته في اختيار الذين يحملون ألوية العلم ويشرفون على تربية الجيل، وينثرون في أرض المعرفة بذور نهضة فكرية يشتد منها العود وينضج الثمر. من حقك علي إذن، ومن حقك على (الرسالة) ومن حقك على كل صاحب قلم يربطه بك سبب من أسباب الفكر أو صلة من صلات اللغة أو آصرة من أواصر الجوار، أن نبعث إليك بأخلص التحية وأصدق التقدير، مع الأمل المصحوب بحرارة الرجاء. . ومن حقي عليك، وحق (الرسالة) وحق هؤلاء الذين أتحدث إليك باسمهم هنا وهناك، ألا تخذل ثقتنا بك ورجاءنا فيك، لأن القضية التي نعرضها عليك هي قضية الشعر المظلوم والحق المهضوم والفن الشهيد، فوق ثرى هذه الأرض الطيبة التي أنبتتك. . أرض العراق الحبيب!

قضية اليوم التي نتقدم بها إلى ساحتك، هي قضية الشاعر العراقي المطبوع الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري. . ترى هل استمعت إلى صرخته التي أطلقها منذ قريب على صفحات (الرسالة)؟ أننا نرجو أن تكون هذه الصرخة قد حطمت السدود والقيود، وعبرت الآماد والأبعاد، لتصل إلى سمعك وتنفذ إلى قلبك. . وندعو الله أن يكون سمعك قد ألتقط صرخة الشعر وأن يكون قلبك قد أهتز لزفرة الشاعر، كما التقطتها الأسماع هنا واهتزت لها القلوب!

مصدر هذه الصرخة يا سيدي هو أن العراق - ممثلا في شخص وزير المعارف الأسبق السيد نجيب الراوي - قد عطف يوما على عبد القادر فأرسله إلى جامعة باريس ليطلب

<<  <  ج:
ص:  >  >>