اللغة والسلوك والذكاء - اللغة والحب - تعابير لغوية -
تعابير منتقدة. . . . . . .
(١)
(نحن نفكر ونبعث بالكلمات، وسلوكنا في البيت والشارع والحقل والمصنع هو قبل كل شيء سلوك لغوي، لأن كلمات اللغة تقرر لنا الأفكار والانفعالات. وتعين لنا السلوك كما لو كانت أوامر، بل نستطيع أن نقول إن سيادة البريطانيين على الهنود، أو المتمدنين على المتوحشين هي إلى حد ما سيادة لغوية، أي مجموعة خصبة وافية من كلمات المعارف والأخلاق تحدث براعة في الفن وتوجيها في السلوك يؤديان إلى السيادة وأحياناً إلى العدوان) ص١٠.
(ومما لاشك فيه أن هناك بين المتوحشين والبدائيين أذكياء من الطراز الأول، ولكن ذكائهم يبقى عقيما، لأنهم حين يفكرون يجدون تفكيرهم محدوداً بالتراث اللغوي المحدود الذي ينطقون ويفكرون بكلماته، واللغة لهذا السبب هي أعظم المؤسسات الاجتماعية في أية أمة، لأنها الوسيلة لتحريك الذكاء في أبنائها، ولتوجيه أخلاقهم بكلماتها التي تعبر عن المعرفة أو العقيدة أو الحكمة) ص٩٢.
هنا ينظر الأستاذ إلى اللغة بعين واحدة، لأنه رجع إليها وحدها التفكير والسلوك، وأغفل تأثير المجتمع فيها، فيبست اللغة وحدها هي التي تحفز وتدفع، وليس المجتمع سبيكة تصوغها اللغة وتشكلها، لأن اللغة تؤثر في المجتمع وتتأثر به، بل لعل تأثرها بالمجتمع أقوى من تأثيرها فيه؛ لأن المجتمع هو الذي وضعها وأنشأها ونماها ورعاها، فلاشك أن المجتمع وجد قبل أن توجد اللغة، ولاشك أن المجتمع هو الذي صاغ هذه اللغة في آماد