للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حديث الطائر الصداح]

للأستاذ كمال كيلاني

مر السلطان ذات ليلة بمنزل، فتسمع فيه إلى ثلاث أخوات يتمنين الأماني

وقالت الكبرى: أتمنى ان يبنى بي خباز السلطان!

وقالت الوسطى: أتمنى ان يبنى بي طباخ السلطان!

وقالت الصغرى: أتمنى ان يبنى بي السلطان نفسه!

ثم اصبح الصباح، فحقق السلطان للأخوات الثلاثة أمانيهن، دبفي نفس الأختين الكبرى والوسطى دبيب الغيرة من أختهما الصغرى. . . فكيف تفسدان بينها وبين السلطان؟

حملت الصغرى، وجاءها المخاض، ولكن لم تضع أميرا صغيراً، بل وضعت - فيما زعمته شقيقاتها - كلباً!

وفي العام التالي وضعت قطاً! وفي الثالث وضعت قرداً! جازت حيلة الشقيقتين على السلطان، وفعلت الخيانة فعلها في نفسه. . . فهجر زوجته البريئة!.

ترعرع الأمراء الثلاثة أبناء السلطان الحقيقيون. . . وفي ذات يوم أقاموا مأدبة حضرها البلبل الصداح. . . وكان قد أشار على الأمراء ان يحشو الخس والخيار باللآلئ!.

غير ان السلطان لم يرقه ذلك، فلما أبدى استنكاره، هتف البلبل الصداح بالنشيد التالي، وهو مقتبس من قصة (عجائب الدنيا ثلاث) للأستاذ كامل الكيلاني

حباتُ هذا اللؤلؤ الصغار ... حشى بها الخسُ أو الخيار

تثيرُ منكَ حيرةً فتنكرُ ... عينكَ - من دهشتها - ما تبصر

ترى عجيباً قد تناها في العجبِ ... وغفلةْ، في طيها سوءُأدب

تراه شيئاً لا يجوزُ أبدًا ... تنكرهُ، وليسَ يؤذي أحد

وقبلُهذا صدقَ السلطانُ ... أن يلدِ البهائمُالإنسان

هل تلدُالكلبةُعنزاً أو حملا ... أو تلدُالنعجةُفيلاً أو جمل؟

أو تلدُالنمورة الغز لأنا ... أو تخرجُالتفاحةُالرمانا

أو تلدُالوحشيةُالإنسانية ... أو تلدُالقطةُآدمية؟!

فكيفَ جازَ في العقولِ ان تلدَ ... سيدة الساداتِ في هذا البلد

<<  <  ج:
ص:  >  >>