تتشابه النباتات بوجه عام في نظم تركيبها واحتياجاتها الغذائية سواء كانت هذه النباتات مائية أو نامية في الصحارى أو على قمم الجبال؛ إلا أن شكلها الظاهري وتركيب بعض أعضائها الداخلية تتحور وتعدل تبعاً للبيئة التي يوجد بها النبات حتى يمكنه أن يعيش في الظروف التي تحيط به؛ وهذا هو الحال في النباتات آكلة الحشرات.
فمن المعلوم أن النبات يحتاج في غذائه إلى عناصر خاصة. لا بد من توفرها في البيئة التي يعيش فيها النبات حتى يمكنه النمو والحياة. والنباتات الخضراء حساسة جداً لعنصر الأزوت فهو من أهم العناصر المكونة للبروتوبلازم الحي؛ كما أن النبات لا يمكنه امتصاص الأزوت إلا على صورة أزوتات، وعلى ذلك فوجود الأزوتات أمر ضروري لحياة النبات.
ويقوم بتجهيز أملاح الأزوتات للنبات أنواع من الأحياء الدقيقة تعرف باسم (بكتريا التأزت) فهي تحول النوشادر إلى حمض الأزوتوز ثم تؤكسده وتحيله إلى حمض الأزوتيك الذي يتحد بالأملاح القلوية مكوناً أملاح الأزوتات.
أما في الأراضي التي لا تعيش فيها بكتريا التأزت لعدم ملائمة الظروف لها كأن تكون الأرض حمضية مثلاً، فعلى ذلك لا تتوفر أملاح الأزوتات اللازمة لحياة النبات، كان لا بد للنباتات التي تعيش في مثل هذه الأراضي أن تبحث عن وسيلة جديدة للحصول على الأزوتات اللازمة لها، وفعلاً قد هيأتها الطبيعة بتحورات خاصة لتجعلها ملائمة لاقتناص الحشرات حتى تستطيع أن تستمد منها عنصر الأزوت. وسنذكر فيما يلي أهم أنواع هذه النباتات وطريقة كل منها في الاقتناص:
نبات الدروزيرا
ينمو في وسط حمضي فيستحيل على الجذور أن تمتص أملاح الأزوتات، وفيه الأوراق ضخمة بها عدد من الزوائد الحساسة التي تفرز مادة لزجة حمضية؛ فإذا ما سقطت حشرة ما على ورقة من هذه الأوراق، التصقت بالمادة الرحيقية حالما تلامسها، وعبثاً تحاول الحشرة الفرار، فإنها إذا حاولت ذلك اشتبكت بزوائد أخرى، فتصير داخل شبكة محكمة من