رجعت من مزار العطار إلى قبر الخيام وأنا أنشد قول حافظ الشيرازي:
(جاء مرشدنا البارحة من المسجد إلى الحانة. .)
ولما رجعنا إلى قبر الخيام قال بعض الحاضرين من الشرقيين كيف تركتم الخيام إلى العطار؟ قلت لكل رجل وجهته، وإن لم يكن من القياس بد فصاحبنا أعظم من صاحبكم، وأكرم حياة، وأجل أثراً. فانصرف ثم عاد إلى وهو يقول: ليس أحد من المتأدبين في الشرق والغرب يجهل الخيام، وهذا أحد الوافدين من الأوربيين يسأل من العطار؟ فهذه حجة لي، قلت دعني فأني لا أقيس عظماءنا بمعرفة الأوربيين وجهلهم، ومدحهم وذمهم الخ
دُعينا إلى الموائد فطعمنا، وتكلم الشاعر الإنجليزي درنكووتر عن الشعراء ومذاهبهم في الحياة وقال: إنه لا ينبغي أن يفضل شاعر على غيره بصواب رأيه، وسداد طريقته، بل بمقدار إبانته عما أحسه في هذه الحياة، وأدركه في هذا المعترك؛ نحن لا نستطيع أن نقتدي بالخيام فنمضي أوقاتنا بين امرأة جميلة وكأس، وعود، فان علينا في هذه الحياة واجبات تأبى ذلك، ولكنا لا نغض من قدر الخيام لأنه أبان عن رأيه بهذا الأسلوب الشعري الجميل الخ
ثم أنشد قطعاً من رباعيات الخيام كما ترجمها فيتز جرالد؛ وأنشد أحمد الصراف مندوب العراق بالفارسية بعض الرباعيات، وتكلمتُ فقلت بالفارسية؛ إننا مغتبطون بقدومنا مدينة نيسابور العظيمة، ذات الأثر العظيم في الحضارة الإسلامية، وها نحن أولاء بجانب الخيام الفلكي الشاعر الكبير، فالى روحه الطاهرة منا تحية ودعاء. ولا ننسى أن نرسل تحيتنا إلى الشاعر العظيم، والصوفي الجليل فريد الدين العطار، ذي المآثر الخالدة في الشعر والتصوف
وإنا لنرجو أن تعود هذه البلاد سيرتها الأولى في العلم والأدب، وأن ييسر الله لها السير في سبيل الرشاد في ظل صاحب الجلالة الشاه المعظم. .
فقام الأديب سيف آزاد صاحب مجلة إيران القديمة (إيران باستان) فتكلم وحيا صاحب