للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تاريخ العمائر والفنون الإسلامية]

بيت الرسول ومسجده بيثرب

للأستاذ مصطفى كامل إبراهيم

(إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) قرآن كريم

خرج النبي صلى الله عليه وسلم، مهاجرا في سبيل الله إلى يثرب، وفي رحلته هذه العاجلة المضطربة لم يحمل معه من ماله إلا ما خف وأفاد في مهجره.

ووصلت العبر إلى قباء قرب يثرب ومكث بها بضع عشرة ليلة أقيمت فيها الصلوات في مواعيدها وفي قباء أقيم أول مسجد في الإسلام، وذلك الذي نزلت فيه الآية الكريمة: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين). فلم تكن مكة إذن بالمكان الذي يستطيع النبي أن يقيم به مسجدا، ولا أن يذهب بصحبه إلى الكعبة للصلاة بها. وفي اليوم الخامس على رواية، والعاشر على رواية أخرى، قام موكب الرسول الكريم في رعاية ربه، يحف به المهاجرون والأنصار متجها إلى يثرب، وأهل يثرب تشرئب أعناقهم ليروا القادم الكريم. فرأوا رجلا يملأ العيون والقلوب والأسماع. . . رأوا المثل الكامل للكمال والجلال جميعا.

وحملته راحلته حتى أناخت حيث أمرها الله أن تنيخ؛ فكان مربدا لغلامين يتيمين في المدينة من بني التجار، وسال الرسول: لمن المربد؟ فأجاب معاذ بن عفراء: أنه لسهل وسهيل ابني عمرو، وهما يتيمان له وسيرضيهما، ورجا محمدا أن يتخذه مسجدا. فأرسل محمد إلى ملأ من بني النجار وقال لهم: تأمنوني بحائطكم هذا، فقالوا لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. فلم يرض إلا أن ابتاعه بعشرة دنانير، وأمر أن تبنى داره في هذا المكان. وأقام فترة بنائه في دار أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري ودأب المسلمون من المهاجرين والأنصار على مشاركته في بنائه حتى أتموه وما كان بناء الدار يرهق أحدا، فقد كانت من البساطة بما يتفق وتعاليم محمد.

- ١ -

وصف الدار:

<<  <  ج:
ص:  >  >>