كتب الأستاذ أنور المعداوي في عدد (الرسالة) رقم ٨١٩ في باب (التعقيبات) كلمة تحت عنوان (أدعياء الأدب في الصحافة اليومية) يرد بها على الأستاذ الخميسي فيما كتبه بجريدة المصري عن موسيقى فاجنر وأثرها في الفيلسوف نيتشه خاصة والشعب الألماني عامة. فحمل حملة شعواء على الخميسي لا داعي لنقلها فقد طالعها القراء. . . وإني أقول للأستاذ المعداوي كلمة هادئة. . . ترفق يا صديقي فما هذه بلهجة ناصح مرشد، وإنما هي لهجة مصارع جامح. . . وحتى لو كان الحق في يدك والباطل في يد غيرك فلهجتك تشوه جمال حقك. . . فما بالك إذا لم يكن معك كل الحق، وليس مع غيرك كل الباطل؟!
إن ما قاله الأستاذ الخميسي عن تأثير نيتشه بموسيقى فاجنر حق لا شك فيه، وقوله (إن موسيقى فاجنر فتقت أكمام العبقرية في نتيشه) يدهشني بصدقه ودقته؛ هذا التعبير الذي جعله الأستاذ المعداوي هدفاً لأمرً سخرياته. وإليك الدليل يا أخي (الأستاذ) بقلم نيتشه نفسه من كتاب (رسائل الصداقة بين نيتشه وفاجنر) وهو سفر يقع في حوالي مائتي صفحة من القطع الكبير منه طبعة بدار الكتب بالقاهرة - وهو حافل بآيات الإعجاب والإشادة التي طالما أهداها الفيلسوف إلى صديقه الموسيقار العظيم. ونحن نكتفي منه بمقتطفات من إحدى هذه الرسائل - على سبيل التمثيل لا الحصر - (صفحة ٨٥) كتبها الفيلسوف يهدي معه نسخة من أول كتاب (تفتقت عنه عبقريته) إلى صديقه الموسيقار وقد سماه: (مولد التراجيديا من خلال روح الموسيقى).
وهذا المؤلف بالذات تناوله البروفيسور ليشتنبرجر في أبدع فصوله من مؤلفه القيم عن نيتشه - إنجيل السوبرمان -.
ويفتتح نيتشه خطابه بهذه العبارة الشائعة في خطاباته لفاجنر:
أيها الأستاذ العظيم التبجيل:
لعل هذا العمل (يقصد كتابه الجديد) يكون ولو إلى حد ضئيل رداً لجميل عنايتك الفائقة التي أوليتنيها في خلقه
وإذا كنت أعتقد أنني به قد أصبت الحق فليس لذلك سوى معنى واحد هو أنك في فنك علي