للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

دراسات في الفن

آلو. . . الدكتور عزام؟!

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

- يا للنهار! مالك أنت والغناء؟ لك ساعة وأنت تعوي وتنهق بأكره الصوت جادا مجتهداً كأنما تجرب إذاعة لهذا المساء؟ هل زيفت نفسك على ماركوني وألقيت في روعه أنك موسيقي مغن مطرب ملحن؟ أما إذا كنت فعلتها فهي كبرى المصائب، ونكبة النكبات.

- إني لم أفعلها إلى الآن. ولكني أعد نفسي لها، وهي من غير شك أربح الأشغال في هذه الأيام. فقد وصل سعر اللحن عند ماركوني إلى مائة جنيه، ينفق عليه منها عشرة على الأكثر يأخذها تخت كامل وفوق الكامل. ثقي أني سأبدأ العمل وثقي أني أعرف طرق النجاح فيه.

- قل شيئاً غير هذا، وامح علامات الجد هذه من على وجهك فقد كدت أصدقك. . . أمجنون؟!

- سترين أني عاقل عندما تسمعين مصطفى بك رضا بنفسه يقدمني للجمهور من خلال الميكروفون وهو يقول: (آنساتي سيداتي سادتي. أقدم لكم الآن بكل فخر كوكب الإذاعة الجديد الموسيقار العبقري البروفيسور عزيز فهمي في أغنيته الأولى (التختروان) وهي من تأليفه وتلحينه. . . على تخت مكون من كبار رجال الفن).

- وما الذي يمنعك ما دمت واثقاً أن هذا ممكن؟

- لا شيء يمنعني. وإنما كانت الفكرة غائبة.

- وقد جاءت الفكرة وستنفذها. أليس كذلك؟ قل لي الآن بم ستبدأ.

- بالشعر. . . صحيح أني لست شاعراً ولكني أعرف من العروض وأوزان الشعر ما أستطيع به أن أنظم الكلام. ثم إني أعرف الكلام الذي يحبه الجمهور وليس علي أكثر من أن أرصه في النظم رصّاً وهو لا يعدو (النوح والدوح)، والأغاني والأماني، والدموع والخضوع، والغزل والأمل) وسائر هذه الألفاظ التي يقولها القمر للأستاذ أحمد رامي وهو

<<  <  ج:
ص:  >  >>