فريد الدين العطار، شاعر صوفي عظيم من شعراء القرن السادس الهجري، وهو أحد الثلاثة الذين انتهت إليهم الإمامة (بين شعراء الفرس المتصوفين) والآخران مجد الدين سنائى الغزنوي، ومولانا جلال الدين الرومي
وللعطار من المنظومات الصوفية زهاء أربعين، بعضها يحتوي على عشرة آلاف بيت. وهو أحد المؤلفين الذي حالت كثرة مؤلفاتهم دون معرفة آرائهم معرفة بينة.
وأعظم منظوماته وأسيرها وأدخلها في الشعر، منظومة سماها (منطق الطير) وتعرف أحيانا باسم (هفت وادي) أي سبعة الأودية. وهي زهاء ٤٦٠٠ بيت، قص فيها اجتماع الطير وتساؤلها عن ملكها وتعريف الهدهد اياها بهذا الملك ومكانه ووصفه الطريق إليهن ثم توليه قيادة الطير التي رضيت بالسفر الشاق إلى ديار العنقاء واجتيازه بها سبعة أودية، وما أصاب سفر الطير حين بلغ غايته: ويتخلل هذا قصص عديدة يفصل بها السياق، ويبين بها بعض مقاصده.
وأنا أجمل لقراء الرسالة هذه القصة على طولها في صفحات قليلة، وعسى أن أستطيع من بعد نقلها كلها إلى اللغة العربية:
يبدأ العطار كتابه بحمد الله وتمجيده والثناء عليه، بكلمات هي غاية ما بلغته فلسفة الصوفية، ثم يثني بفصل عنوانه (نعت سيد المرسلين وخاتم النبيين ويطيل فيه ما شاءت بلاغته وأيمانه، ثم يثلث بمدح الخلفاء الراشدين على نسقهم في الخلافة، وينعى على أهل العصبية الذين يفرقون بين صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ويذكر ست قصص لتأييد رأيه
ثم يشرع في مقصوده بعد هذه المقدمة التي تستغرق ستمائة بيت ويعالج الموضوع في خمس وأربعين مقالا وخاتمة.