للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التصوير الفني في القرآن]

لمؤلفه الأستاذ سيد قطب

للأستاذ عبد المنعم خلاف

نقد وتعليق

هو كتاب شاعر ناثر ناقد، زاول الشعر والنثر والنقد، ونجح في ذلك كله كثيراً من النجاح.

ولابد لمن يتناول البحث في القرآن من جانب فنه البياني أن يكون قد زاول التعبير الفني ونجح فيه واتصل بفنونه اتصالاً وثيقاً، وأن يكون كذلك له ذوق وحكم وتقليب نظر في أجواء البيان الرفيع.

ولست أقدم (المؤلف) للقراء، فهم يعرفونه، بل أقدم كتابه هذا الذي هو لا شك نظرة واسعة لبيان القرآن جاوزت حدود تلك النظرات القديمة المعقدة الضيقة التي كانت في أكثرها تتخذ (وحدة) القياس البياني في الغالب من العلاقات والتخييلات الجزئية بين أجزاء الجملة. فتنظر لوضع اللفظ وحده في وصلته بالحقيقة والتخييل، وقليلاً ما تتخطاه إلى الصورة الجامعة وملابساتها وما حولها من الظلال والرموز.

ومن حق المؤلف أن يخطئ من النقد بالتفتيش والتتبع لما يكتبه من أدب حر، لأنه هو يعنى نفسه في التفتيش والتتبع لما يكتب المؤلفون، وتقديمه للناس وتعريفهم به. وهو عمل متعب مشكور، له أثره في تعريف الكتابين إلى أنفسهم أولاً، وفي وجود صدى لابد منه لآثارهم. وفي إثارة الأذهان نحو النقد والحكم على الآثار الأدبية ومعرفة أهدافها وتبيين آثارها وأساليبها وسماتها، وفي التاريخ لها أولاً بأول. . .

والذي أستطيع أن أقوله بسرعة عن هذا الكتاب: إنه ينزل إلى مكان كريم من مكتبة القرآن، لأنه حديث جديد عميق في أسرار بيانه، وعرض رشيق لمذهب من مذاهب الفهم والذوق لإعجاز تعبيره.

وينزل كذلك إلى مكانه من مكتبة بحوث (البلاغة) والنقد الأدبي، لأنه ظاهرة طيبة لتحررهما من النظرة الجزئية وتسديدهما إلى النظرات الواسعة الكلية التي تستوفي (الجو) العام الذي صدر فيه الأثر البياني، وتتلمس المناسبات الداخلية والخارجية حوله، وتحلل

<<  <  ج:
ص:  >  >>