للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العلاقات الكثيرة بين الكاتب والمكتوب والقارئ والموضوع.

ويدخل كذلك ببعض فصوله إلى مكانه من مكتبة الأدب الفني لأنه يكشف عن صورة للقرآن في ذهن شاعر معروضة عرضاً جميلاً بأسلوب ناثر دقيق التعبير مشرق الأسلوب، له ذوق وحساسية وبيان، لا بأسلوب (محصل) علم، إن أصاب الفكرة فقد يخطئ التعبير.

ويدخل كذلك إلى مكتبة (الفن) وأعنى به هنا التصوير بالريشة والإزميل، فهو يضع أمام المصورين الباحثين عن المشاهد الرائعة صوراً بيانية للوحات حية مشروحة الدقائق والتفاصيل والأضواء والظلال والأطياف والشواخص والمعاني، يستطيعون أن يتملوها ويتفرسوا فيها فيجدوا متاعاً أي متاع. .

وينزل كذلك إلى مكانه من (البحث) المستقصى والتتبع والتحقيق وجمع الحلقات المفرقة عن الموضوع الواحد. كما يتجلى ذلك في مباحث (القصة في القرآن). وهي مباحث استغرقت أكثر من ربع الكتاب وتعد موضوعاً قائماً بذاته فيه.

وقد عرض في بعض فصوله لكثير من المباحث التي تدور حول القرآن، ولا غنى عنها لمن يريد أن يتفرس في بيانه.

غير أنني أخشى أن يكون قد أفلتت لفظه أو اثنتان من قلم المؤلف في أهم فصل من فصول الكتاب خرجت بهما فكرته الأساسية التي عنونه بها في جو من المبالغة والتعميم.

ذلك أن يقرر في الفصل الذي أنشئ من أجله الكتاب أن (التصوير هو الأداة (المفضلة) في أسلوب القرآن) وأن إدراكه وسيلة إلى (إدراكنا (سر الإعجاز) في تعبير القرآن)

فإذا تجاوزنا عن الفرق بين كلمة (أسلوب) وكلمة (تعبير) وفهمنا أن الأستاذ في الغالب يريد من الكلمة الأولى معنى الكلمة الثانية، إذ لا يخفي عليه الفرق بينهما، وخصوصاً في القرآن، فإننا لا نستطيع أن نتجاوز عن إطلاق كلمة (المفضلة) ولا عن إطلاق (سر الإعجاز) لأن الحكم بتفضيل القرآن للتصوير كأداة في التعبير يقتضي الاعتماد على (الإحصاء) وظهور نتيجته بكثرة عددية. . فهل إذا أحصينا طرق التعبير في القرآن نجد ما قرره المؤلف يحظى بالكثرة العددية؟

إني أترك له أن يستعرض صفحات القرآن، فسيجد أن التصوير الفني أداة واحدة من أدوات التعبير الكثيرة في القرآن، وليست هي الغالبة ولا الكثيرة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>