للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب والفنّ في أسبوع

للأستاذ عباس خضر

بين صديقي وبيني أو بين الكفاية والوصولية:

أخي عباس. . .

آسف أن أكون في حديثي إليك عن من فضلك! - قد مسست سياستك الداخلية في بيتك. فأنت الذي جعلتني أتحدث لك عنها باهتمامك الظاهر بها وبأخبارها، وبتفصيلات اهتمامها بخطك. . . الخ، وإلا فإن بيني وبينها الآن حوالي ٥٠٠ ميل، ولم يشفي حسنها ولا جسن تمريضها، بقدر ما شفتني نسمات فيها من نسمات مصر مشابه وروائح!

وأفرغ من هذا إلى تعليقك على رسالتي إليك. . . عن تلك الحفنة من (الباشوات) و (الكروش) وعن تلك (الحفنات) التي تحدثت عنها من الوصوليين الذين (يسيرون في ركابهم ويصهرون إليهم وغير ذلك من أساليب؛ فيكتالون ويستوفون، وهناك مئات من ذوي الكفايات يقعد بهم الحياء وتحتجنهم الكرامة فيهملون. . . وبذلك تحرم البلاد من خير أبنائها وأوفرهم حياء وكرامة، ويحرمون هم مما تلغ فيه الكلاب) كما تقول

أنا لا أومن بهذا (الحياء) الذي يقعد بأصحاب الكفايات عن بلوغ حقهم، وترك (الكلاب) تلغ في الاستثناءات وغير الاستثناءات.

بل أنا أشك في (كفاية) هذه الكفايات، التي ترى حقوقها تؤخذ وتعطي (للكلاب) من الوصوليين، ثم تتقبل ذلك راضية وتستنيم!

لو أن كل هذه الجموع من الموظفين وغير الموظفين، التي لا تملك صهرا إلى وزير أو كبير، ولا تملك الوسائل الأخرى التي لا يرضاها الرجل الشريف، والتي تقفز بأصحابها فوق الأمناء الشرفاء. . . أقول لو أن هذه الجموع كانت لها (كفايات) حقيقية، لما سكتت على هذا الفساد، ولما تركت هذه الوسائل الملتوية تعمل عملها في داخل الدواوين وخارجها.

إن الذي يسكت على حقه - خوفاً من غضب وزير أو رئيس - ويدع (الكلاب) تقفز فوق رأسه بالاستثناء أو بأية وسيلة أخرى، تنقصه أهم أنواع (الكفايات) وهي الشجاعة الأدبية.

لو أن كل صاحب حق من هؤلاء أسمع الوزير أو الكبير صوت غضبه لتخطيه، لما جرؤ

<<  <  ج:
ص:  >  >>