(يا أبا إسحاق لا تعارض أهل مصر في نفيسة فإن الرحمة
تنزل عليهم ببركتها)
رؤيا المؤتمن
مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحى مقفر العرصات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها ... متى عهدها بالصوم والصلوات
للحديث عن السيدة نفيسة رضي الله عنها (روعة خاصة) إذ هي ذات المنزلة الرفيعة العالية في قلوب أهل مصر، تهتز القلوب حين تنطق باسمها، وتعلو نفسك ومشاعرك حين تؤم مشهدها وتزور مقامها وتصلي بمسجدها.
ولقد شاءت إرادة الله، وما خطه تعالى في سجل رحمته وعنايته لمصر وأهلها، أن تكون هذه البقعة التي ترقد فيها السيدة الطاهرة، بقعة مباركة تفيض على الوجدان آيات الشعور والإخلاص، ومظاهر الخضوع والشمول.
فأنت إذا دخلت مسجدها ورأيت مقصورتها استقبلتك الآية الكريمة:
(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)
وقليل من الناس مهما قست قلوبهم وتحجرت مشاعرهم من يتمالك عبراته أمام قدسية هذا المشهد، شعر بذلك كل من زارها في الأعصر القديمة، وكل من دخل مقامها في العصور الحديثة، وتحدث كل واحد منهم بما شعر به من النفحات التي تغمر نفس الإنسان، فتجعلها تتذوق حلاوة الإيمان، وتلمس عن قرب عظمة تراث ومجد هذه العزة النبوية، التي جاءت أرض مصر في مستهل عصور الهجرة، فاتخذت بلادنا لها مقاماً ومنزلاً، فشرفتها ورفعت من قدرها وأعلت مقامها فوق كل مقام، ومن وقتها عرفت مصر بأنها من منازل آل البيت الكرام صلاة الله وسلامه ورضوانه عليهم.
وأنا ممن يعرف اختلاف المفسرين في تفسير الآية الكريمة التي أشرت إليها وفي تأويلها، وهم قد يذهبون في آرائهم شيعاً ومذاهب، ولكنني أحملها على ظاهرها وأخذها على النمط