للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصة كتاب:]

يتيمة الدهر

للوزير السيد أبي الحسين بن أحمد بن الحسن بن علي

للأستاذ برهان الدين الداغستاني

كنت أظن أن اسم (يتيمة الدهر) وقف على كتاب أبي منصور الثعالبي المعروف، حتى عثرت منذ سنوات في خزانة المرحوم أحمد تيمور باشا - على رسالة صغيرة الحجم مسماة يتيمة الدهر للوزير السيد أبي الحسين بن أحمد بن الحسن بن علي رضي الله عنه.

وهذه الرسالة في ٦١ ورقة مكتوبة بخط نسخي جميل مشكول وكل صفحة في أحد عشر سطراً، وعلى الرغم من شدة عناية المرحوم تيمور باشا بمخطوطات خزانته، وحرصه الزائد على ذكر مؤلفيها وبيان عصورهم وطرف من تراجمهم - لم أجد في فهارس الخزانة ما يكشف الغطاء عن شخصية مؤلف هذه الرسالة، وأخذت أقلب الكتاب لعلي أجد في ثناياه ما ينم عن هوية مؤلفه فلم أجد إلا تلك العبارة المسطرة في رأس الصفحة الأولى منه وهي: (كتاب يتيمة الدهر. بسم الله الرحمن الرحيم. قال الوزير السيد أبو الحسين بن أحمد بن الحسن بن علي رضي الله عنه: الحمد لله العلي الكبير، القوي القدير، العليم الخبير، السميع البصير. . . إلى أن يقول: أما بعد، فإن أحق ما نطق به لسان، وأعرب عنه بيان، وانطوى عليه كتاب، وانتهى إليه خطاب، ما زاد في قوة البصيرة، وعاد بصحة السريرة، وطرق طرائق العدل، وبين حقائق الفضل، فصار تذكرة للأخيار، ومزجرة للأشرار، وقوة لأولي الألباب والأبصار، وإماماً للعمال، وقواماً للأعمال، يرجع إليه الساسة، وتبنى عليه السياسة، وتنظم به الأسباب، وتتجمع فيه الآداب

وإن الأدب أدبان: أدب شريعة، وأدب سياسة؛ فأدب الشريعة ما قضى الفرض، وأدب السياسة ما عمر الأرض، وكلاهما يرجع إلى العدل الذي به سلامة السلطان، وعمارة البلدان، وصلاح الرعية، وكمال المزية، لأن من ترك الفرض ظلم نفسه، ومن خرب الأرض ظلم غيره). في مقدمة طويلة على هذا النسق من سجع قصير غير متكلف استغرق ثماني صفحات من الأصل إلى أن يقول في آخر المقدمة: (وقد جمعنا من إنشائنا في كتابنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>