الذي لم يقف على شيء من ترجمة المؤلف قد يظن أنه رجل عراقي، وهذا أمر متوقع! فإن جميل نخلة المدور، عني عناية خاصة بتاريخ العراق، وخدمه خدمة مشكورة يحفظها له التاريخ على مدى الأيام، ويقدرها له أبناء العربية حق قدرها، وعلى الأخص أبناء العراق منهم
فلقد قضى ردحاً من حياته في تدوين تاريخ العراق قبل العهد الإسلامي وبعده بكتابيه:(تاريخ بابل وأشور)، (حضارة الإسلام في دار السلام) اللذين سنخصهما بجزء من كلامنا في ما يلي من هذا المقال. ودونك لمحة عن كل مؤلفاته:
١ - تاريخ بابل وأشور
لا نغالي إذا قلنا إن (تاريخ بابل وأشور) هو أول كتاب ظهر من نوعه في اللغة العربية!
والذي نعهده، أنه لم تشهد العربية منذ صدوره حتى يومنا هذا سوى كتابين في هذا الباب: أحدهما (تاريخ كلدو وأثور) للعلامة المأسوف عليه السيد أدي شير. وثانيهما رسالة بعنوان:(مقالة في مملكة أثور) للعلامة البطريرك رحماني. ولم نهتد إلى غير هذه التصانيف الثلاثة باللغة العربية مما يتعلق بهذا الموضوع الواسع النطاق. مع أن الكتب الموضوعة فيه باللغات الإفرنجية تكاد لا تحصى لوفرتها!
على أن الجميل نخلة المدور فضل السبق في هذا الميدان، فقد نشر كتابه أولاً في مقالات ظهرت على التوالي في اثنين وعشرين جزءاً من المقتطف. ثم جمعت تلك المقالات في كتاب خاص طبع ببيروت في المطبعة الأميركية سنة ١٨٧٩ في ٦٢ صفحة. ثم جدد طبعه بمطبعة الفوائد ببيروت سنة ١٨٩٣ في ١٢٨ صفحة
ولا نرى للتعريف بهذا الكتاب خيراً من أن نقتبس من مقدمته الفقرة التالية على لسان