للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[يهتمون به فهل يعرفونه؟]

للأستاذ عباس محمود العقاد

العصر الحاضر من العصور التي اشتد فيها الاهتمام بالعالم الإسلامي بين جميع الدول الكبرى

لأن هذه الدول على وشك القتال، وتعلم كل منها ولا ريب أنها غانمة رابحة، وأنها كبيرة الأمل في النصر إذا ظفرت من اليوم بمودة الشعوب الإسلامية؛ وهي موزعة في المواقع التي تحوم حولها المطامع ويتأشب فيها النزاع

فاليابان تنادي بمبدأ (آسيا للأسيويين) وتعني بذلك أن (آسيا لليابانيين) وتعرف ما تكسبه في أسواق التجارة وفي ميادين الحرب إذا هي استمالت إليها مسلمي الصين والهند وما وراءهما من أواسط آسيا، فضلاً عن المسلمين في جزر الهند، وهم أصحاب شأن عظيم في تلك الأرجاء

والولايات المتحدة لا يسعها أن تنسى الاهتمام بشيء يهتم به اليابانيون، وبخاصة كل شيء تكون له علاقة بالصين والفليبين وشواطئ المحيط الهادي في عدوتيه

والدولة الشيوعية الكبرى - وهي الروسيا - تقف لليابان بالمرصاد في القارة الآسيوية، وتتودد إلى المسلمين هناك، وهي حائرة لا تدري هل تهدم الشعائر الدينية تطبيقاً لمذهبها فتغضب المسلمين وتدفع بهم إلى أحضان خصومها، أو تبقي على الشعائر الدينية فتغضب دعاتها ولا تستطيع التوفيق بين برامجها في الأرض الروسية وبرامجها في البلاد التي تصاقبها وتبادلها المعاملات التجارية والسياسية.

ولا تتخلف (الفاشية) في المضمار، بل يبرز على رأسها (موسوليني) منادياً بأنه (حامي) الإسلام ونصير المسلمين، ولو كان على نصيب من (الحذق الاستعماري) أوفى من هذا النصيب لعلم أن الإيمان بالدين وقبول حمايته من غير أهله نقيضان في المنطق والشعور على السواء، ولاسيما من وجهة النظر الإسلامية التي تفرض على المؤمن بها حماية نفسه في وجه المغيرين عليه

أما الدول الديمقراطية فهي تقابل المساعي اليابانية والمساعي الشيوعية والفاشية بالتوجس والحيطة، وتريد أن تقاومها فتعمد إلى عقد المحالفات وفض المشكلات وتوحيد المصالح

<<  <  ج:
ص:  >  >>