ينص البند ٩ الأخير من مقترحات برنادوت على أن (يعترف عنصراً الاتحاد بحقوق سكان فلسطين الذين اضطرتهم ظروف القتال إلى مغادرة بيوتهم وممتلكاتهم في العودة إليها دون قيد وفي استعادة كل أملاكهم).
كثر الله خيرك يا سيد برنادوت جزاء إذنك بعودة العرب المشردين من بلادهم بسبب وحشية اليهود وفظائعهم، ومنحك إياهم حق استعادة أملاكهم! فهل لاح في خاطرك أن العرب ليس لهم في الرجوع إلى بيوتهم وفي استرداد أملاكهم ولكنك تتفضل أنت بمنحهم هذا الحق؟
هل تعني أن تعاد لهم بيوتهم منسوفة متهدمة مدكوكة إلى الحضيض ولم يبق منها إلا أرضها مغطاة بالركام؟ وهل تعني أن تعود لهم بيوتهم فارغة من كل أثاث ورياش وسجاد فاخر إلى آخره، ومن كل مؤونة كما تركوها وكانوا قد ملئوها أغذية حاسبين حساب الارتباك وفقدان الأطعمة من الأسواق؟ وهل تعني أن تعاد لهم دكاكينهم فارغة من السلع الثمينة وغير الثمينة أو متهدمة كمنازلهم، أو أن تعاد إليهم مرافقهم ومصانعهم وجميع أسباب رزقهم وقد دمرت تمام الدمار ولم يبق لهم رسم الدار؟ وهل تعني أن تعاد لهم مدارسهم وقد خربت وجعلت مرابض للبغال والمدافع ومكامن للذخائر وأوعية للأقذار - أقذار الجوييم (أي الأنجاس)؟ وهل تعني أن تعاد لهم معابدهم، وقد تدنست بأدناس الصهيونيين الفحشاء، وأرجاسهم الداعرة، ونجاساتهم (الآرية). وهل تعني أن تعود لهم مزارعهم تالفة الزراعات محصودة الغلات، وبساتينهم مقطعة الأشجار والأغصان ومأكولة البرتقال والأثمار؟
إن الذين غادروا بلادهم هم العرب وحدهم، وقد هربوا من طغيان اليهود العتاة، ففروا إلى إخوانهم العرب مستنجدين. أما اليهود فلم يغادروا مدنهم ومستعمراتهم لأن العرب لم يضطروهم إلى الهرب بأي سبب. والى أين يهربون وحولهم خصومهم من كل صوب، فإلى أي جهة فروا وجدوا أنفسهم في (أحضان العرب الخصوم يعاملونهم معاملة الخصم