عرف الأستاذ أحمد أحمد بدوي العمل الأدبي في مقاله بالرسالة الغراء أنه (التعبير عن تجربة للأديب، بألفاظ موحية) وقد لفت هذا التعريف نظري إلى ما عرف به الأستاذ سيد قطب العمل الأدبي في كتابه (النقد الأدبي. أصوله ومناهجه) أنه (التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية). . ولعل التعريف الثاني أعم وأوحى. . واستشهد الأستاذ بأبيات لقتيلة بنت الحارث وهي تعاتب الرسول. . . الخ. بأبياتها البليغة. . . وأن الرسول (صلعم) بكى.
فأذكر هنا أيضاً أن المرحوم الأستاذ الكبير النشاشيبى قد تعرض إلى هذه الأبيات (في إرشاد الأديب إلى معرفة الأديب) في الرسالة الزهراء العدد ٦٤٥ السنة الثالثة عشر - بنقله عن السيرة لابن هام - تعرضاً أثبت اختلافها. وقال المرحوم في تعليقه على النقل:(إن الذي قيل هو من الأباطيل، فما عملت قتيلة في أخيها شعراً، ولم يقل النبي ما عزى إليه، وما كان النضر المحتشد المجتهد في هدم ذاك البناء الإسلامي الإنساني العربي حقيقيا بان يمن ذلك الباني عليه) ولولا أن الخبرين نشرا في الرسالة الزهراء، ما كتبت هذه الكلمة، وذكر. . . وجاء أيضاً في الاستشهاد يقول الشاعر (وهو حمدونة الأندلسية)(نزلنا دوحه فحنا عليه) والصواب (فحنا علينا) حتى يستقيم المعنى ويجمل؛ أبقى الله الرسالة سجلاً للحق والأدب الرفيع.
صبري حسن علوان
١ - الأشقياء:
قرأت حديثاً في الصحف: أن الحكومة توالى البحث عن هؤلاء الأشقياء. والكتاب يريدون المجرمين والقتلة واللصوص. ويستعملون كلمة الشقي بمعنى المجرم أو الجاني. والصحيح الذي نؤيده المعاجم: أن الشقي ذو الشقاء. . والشقا، والشقاء، والشقوة، والشقاوة: البؤس والشدة ونقيض السعادة فالصواب أن يقال: توالى الحكومة البحث عن الجناة والجرمين.