انتشرت كلمة الشيخ عبد العزيز الأزهري (البلاغ ٢٠ رجب ١٣٥٢) فكتب الرافعي (رحمه الله) مقالة عنوانها (ليست الجاهلية) - البلاغ ٢٢ رجب ١٣٥٢ - قال فيها.
(أثبت الأستاذ عبد العزيز الأزهري فيما نشره في البلاغ أن هذه الكلمة عربية واحتج لذلك بحجج أقواها: زعمه (أنها وردت بين ثنايا عهد القضاء الذي بعث به سيدنا عمر إلى أبي موسى الأشعري) ولا ندري أين وجد الكاتب كلمة (القتل) فضلا عن (القتل أنفى للقتل) في ذلك العهد المشهور المحفوظ، وقد رواه الجاحظ في البيان والتبيين، وجاء به المبرد في الكامل ونقله ابن قتيبة في عيون الأخبار، وأورده ابن عبد ربه في العقد الفريد، وساقه القاضي الباقلاني في الاعجاز، وفي كل هذه الروايات لم تأت الكلمة في قول عمر، بل لا محل لها في سياقه، وإنما جاء قوله (فإن أحضر بينته أخذت له بحقه، وإلا وجهت عليه القضاء. فإن ذلك أنفى للشك) أما سائر حجج الكاتب فلا وزن لها في باب الرواية التاريخية وقد أصبح عاليها سافلها كما رأيت)
قلت: كتاب أحمد ابن عبد ربه اسمه (العقد) والفريد زيادة نسخ ومطبعة. قال ابن خلكان:(وصنف كتابه العقد وهو من الكتب الممتعة) وقال الفتح ابن خاقان: (وله التأليف المشهور الذي سماه بالعقد) والكتب التي سميت العقد الفريد هي (العقد الفريد في أحكام التقليد، العقد الفريد في أنساب بني اسيد، العقد الفريد في علم التجويد، العقد الفريد في علم التوحيد، العقد الفريد، للملك السعيد)
وقلت: جاء (القضاء) في البيان والتبيين، والعقد، وعيون الأخبار. ووردت (القضية) في الكامل، وإعجاز القرآن. وجاءت (استحللت) في هذين الكتابين. والقضاء والقضية مصدران، والاسم القضية فقط؛ و (القضية العصرية) لا تعرفها العربية. والعبارة في العهد أو الرسالة (فإن ذلك أنفى للشك) قول عربي متناسب، و (النفي) نازل فيه منزله. ورسالة