للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

واجبنا في الجهاد الثقافي:

قام الخبير الاقتصادي المصري في السودان برحلة إلى بعض أرجاء الشطر الثاني من الوادي فكان مما لاحظه أن وجد المكاتب غاصنة بالمؤلفات الإنجليزية وأن هناك عناية مقصودة بتغذية السودانيين بتلك المؤلفات وبجميع الألوان الثقافية التي تصدر من لندن. . على حين وجد المؤلفات العربية التي تصدر في مصر قليلة، بل نادرة، وأنه ليست هناك أية عناية في تقديم ألوان الثقافة العربية المصرية إلى أبناء السودان، مع أنها الثقافة التي تتصل بطبيعتهم وتلائم وضعهم وروحهم.

لم ينشر هذا الكلام في الصحف، وإنما حدثني به (عليم ببواطن

الأمور) كما يقولون في لغة الصحافة، ولست أدري هل كتب الخبير

الاقتصادي المصري بهذا إلى الحكومة المصرية أم لا، وعلى أي حال

فإني أرجو أن نتدبر الأمر، وأن نبذل له حكومة وشعباً وكثيراً من

العناية، لأنها ناحية ترتبط أشد الارتباط بما نجاهد له سياسياً في دعم

وحدة الوادي وجعل أبناء النيل كما خلقهم الله لحمة واحدة، ونحن

نعرف أن الإنجليز يتخذون من الثقافة أداة استعمارية يفككون بها

روابط الشعوب، فهم يحاولون أن يغذوا أبناء الجنوب بثقافتهم حتى

يكونوا بعد جبل واحد غرباء عن قومهم غرباء في أوطانهم.

فمن الواجب على وزارة المعارف في مصر أن تتولى تنظيم هذا الأمر، فتصدر إلى هناك الكتب والمؤلفات وتنشئ المكاتب لتوزيعها وتقديمها، ولا بأس أن تتحمل الوزارة جانباً من ثمن المؤلفات حتى يستطيع أبناء السودان الحصول عليها في يسر وسهولة.

هذا واجب على وزارة المعارف، هو واجب أيضاً على جميع الهيئات الثقافية في مصر، وعلى رجال الفكر والثقافة، بل إني أدعو إلى تأليف لجنة من رجال العلم والفكر تتولى العناية بهذا الأمر وتجمع التبرعات الوطنية لتنظيمه والاتفاق عليه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>