الحياة والموت في الآية القرآنية - احترسوا من الأموات - الغصن الوريق
قرأت السؤال الموجه إلى الأستاذ محمد أحمد الغمراوي من أحد أفاضل الفراء، وقرأت إجابة حضرة الدكتور عباس محمود حسين وإجابة ضرة الدكتور حامد البدري الغرابي، ثم رأت أشترك في الإجابة، لأن عندي آراء ترفع اللبس عن الآية القرآنية، وتلقي على الموضوع بوارق من الضياء
القرآن يقول (يُخرج الحيّ من الميت) والعلم يقول إن الحيّ لا يخرج من الميت، فكيف نوفق بين قول العلم وقول القرآن؟
إن هذا الخاطر حير البرية منذ أزمان، فقد قال أبو العلاء:
والذي حارت البرية فيه ... حيوانٌ مستحدثٌ من جماد
وأسارع فأقرر أن مصدر الحيرة يرجع إلى عدم فهم المراد من الميت، وعدم فهم المراد من الجماد
وبيان ذلك أن الموت في الآية القرآنية ليس هو الموت الذي ينافي الحياة كل المنافاة، وإنما هو الحالة التي لا تتمثل فيها خصائص الحيوان والنبات من الإحساس والنماء، وكذلك يقال في الجماد وهو الطين في بيت العلاء، فالطين ليس له في الظاهر إحساس ولا نماء، ولكن فيه حيوية تظهر في قدرته على تحويل البذور إلى نبات، فهو يحتضنها بحرارة تشبه احتضان الطير للبيض، وتلك الحيوية متفرعة عن أسباب جوية، ولكنها أصيلة في الطين بدليل قدرته على اجتذاب وسائل الإنضاج، فإنه لا يمكن تصور الفاعلية بدون بدون تصور القابلية، والقابلية استعداد يشهد بالحيوية
يروي أن أستاذنا الروحي في التصوف وهو أبو الحسن الشاذلي قال (نحن كالسلحفاة تربى أبناءها بالنظر) وهي عبارة في غاية من الجمال
ومع أني لم أفكر في تحقيق هذه الظاهرة الطبيعية فقد سمعت أن النعامة تحتضن بيضها بالنظر فقط، لأنها لا ترقد علية وطريقتها في الاحتضان أن تنظر إلى البيض باستقامة لا يعروها التفات إلى اليمن أو الشمال، فإذا تعبت جاء الظليم فوقف مكانها وصوب نظرة إلى