الفنان المصري الوحيد الذي له تمثال منصوب في معهد رسمي من معاهد الحكومة. فهل الحكومة تسمع من الموسيقى ما لا نسمعه نحن الرعية؟ وهل سمعت الحكومة فيما سمعت من هذه الموسيقى شيئاً لمصطفى بك رضا لم تستطع أن تمسك نفسها معه دون أن تقيم له تمثالاً في حياته مع أن هذا أمر شاذ جداً يكاد يكون منقطع النظر. . . فإذا كان الأمر كذلك فأين هي يا حكومة هذه الموسيقى التي ينتسب مصطفى بك رضا إلى الفن بها؟ ألم يكن الأجدر بها أن تكون أول ما تكون في ذلك المعهد الرسمي الذي أقيم تمثال مصطفى بك رضا فيه؟ ليس في ذلك المعهد شيء من مصطفى بك رضا إلا التمثال، فهل هذا التمثال يغني في وقت من الليل أو النهار لا يعرفه أحد غير الحكومة، فتذهب إليه في ذلك الوقت تسمع غناءه في استخفاء ضناً منها به أن تختلس آذان الشعب منه آهة، أو تنال أفئدة الشعب منه تنهيدة؟ فهنيئاً إذن للحكومة!. . .
أو قل هنيئاً لمصطفى بك رضا، وأعلم أنه كما استطاع لنفسه أن يقيم تمثالاً في معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية من غير أن يكون له في الموسيقى إلا أنه يعرف أن يعزف بعض المحفوظات على القانون. . . فإنه يستطيع كذلك أن يقيم لك تمثالاً في كلية الآداب مثلاً إذا ثبت لديه أنك تفك الخط فقط لا أكثر ولا أقل. . . فإذا كانت لك رغبة كهذه فها هو ذا عندك ملء الدنيا كلها فاتفق معه على الأسلوب، إنك تجده فيما بين المعهد، ومحطة الإذاعة، ووزارة الأوقاف، ومسجد السيدة نفسية. . . ومهما ينصحك بشيء فاعمل بنصائحه حتى لو رأيت نفسك ستضحي في البدء بالقليل أو الكثير، فالرجل لا يتجه إلا إلى شيء واحد، وهو أن الآخرة خير ربحاً وأبقى كسباً