للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الذخيرة]

للدكتور عبد الوهاب عزام

أخي الأستاذ محمد عبد الغني حسن

اطلعت في مجلة الرسالة على مقال للأستاذ عن كتاب الذخيرة الذي تخرجه كلية الآداب

وإني أبدأ بالاعتذار عن بأخير جواب الأستاذ حتى اليوم. وعذري أني اطلعت على مقاله وأنا على أهبة السفر إلى فلسطين. فاضطررت إلى إرجاء الإجابة حتى أعود إلى مصر. وعدت مستقبلاً أشغالا متتابعة هونت على نفسي هذا التقصير وليس بهين.

وأثني بشكر الأستاذ شكراً مضاعفاً على كلمته في المقتطف وكلمته في الرسالة، إذ أثني على ناشري الكتاب وحمد لهم عملهم وأحسن الظن بهم

وأثلث بأني عند ظن الأخ سعة صدر للنقد، وارتياحا للحق. وأن للناقد الفاضل عندي جزاءه من الثناء والشكر بما اهتم بالكتاب، وقرأه قراءة مدقق، ثم أهدي إلينا ثناءه وعرفنا مآخذه. ونخن ما عشنا طلاب علم و (إنما العلم عند الله).

وقد لقينا نصباً في قراءة الخطوط المغربية المختلفة، ومقابلة النصوص المحرفة؛ وكنا تدرك بعض خفاياها أحيانا بضرب من الإلهام.

وبعد فأكثر هذه المآخذ كما يعلم الأستاذ زلات طبع. والأخ من أخبر الناس بها. ولي حديث عنها سيقرؤه إن شاء الله في مقدمتي لديوان أبي الطيب المتنبي الذي سيخرج للقراء عما قليل. وأحسب الأستاذ قد تنبه إلى أن كلمته في الرسالة في لم تخل من هذا التحريف المطبعي. فقد وقع فيها دوين، والصواب فتح النون. ووقع فيها ص ٢٣٦، والصواب ٢٣٦

وقد أكثر الغلط المطبعي فضول في الشكل، وذلك أن الأستاذ المستشرق الذي شاركنا في فاتحة العمل قال: إن المستشرقين يصعب عليهم أن يقرأوا الكلام غير المشكول فلا بد أن يشكل الكتاب شكلاً كاملاً، ورأيت أنا من بعد ألا يشكل إلا مواضع اللبس؛ ولكن زملاءنا الذين يشرفون على الطبع لا يزالون في إيثار الطريقة الأولى؛ فأسرفوا في الشكل وأدى الإسراف إلى شيء من الفضول، وأوقعهم الفضول في مثل: ومن أجلى قتلوه، والصواب فتح النون كما رأيتم. إنما ينبغي أن تشكل النون في هذا الوضع إذا عدل بها إلى الفتح فإن كانت ساكنة فليست حاجة إلى وضع السكون على النون ولو كان صوابا

<<  <  ج:
ص:  >  >>