في مقالنا (الحب دوحة الأدب) ترجمنا كلمة وهي عنوان قصيدة بودلير - بكلمة ضميمة. ولفت الدكتور عبد الرحمن بدوي نظرنا إلى أن هذه الكلمة لا تعني هنا ما قصدنا ترجمته إلى العربية، وانما تعني التفكير أو التأمل وأشار علينا أن نترجمها بكلمة تأمل مباشرة.
وراجعت هذه الترجمة فوجدت أول الأمر أن القواميس أشارت إلى معنيين لهذه الكلمة. وهما الضم أو الجمع، والتفكير أو الانطواء على النفس في حالة التأمل. بيد أن الشاعر لم يقصد إلى المعنى القاموسي الثاني مباشرة لأنه كان يريد أن يستلهم ما في الكلمة من روح دينية صوفية. ولذلك نستطيع أن نقول إن فيها تأملا وتفكيراً واستبطاناً وتركيزاً لعمليات الدماغ ولكنها ليست شيئاً من ذلك كله على حدة.
وحينما ترجمتها بكلمة ضميمة فقد كنت أريد أن أشير بذلك إلى عملية استكناه الذات التي يقوم بها الصوفي وحالة الارتداد إلى النفس التي يكون عليها المتأمل عندما يستجمع تفكيره ويقوم باستلهام فؤاده واستشعار ذلك الإحساس الغريب بالطمأنينة والسلام الداخلي وقت التهجد. ومن أبرز خصائص هذه العملية هو استجماع المدارك وضم المشاعر ولصق كل من اليدين بالأخرى على نحو ما يفعل المصلي المبتهل.
فلم أخطئ كثيراً حينما ترجمت هذه الكلمة على ذلك النحو. وإذا شئنا دقة أكثر فإننا نستطيع أن نترجمها بكلمة (تهويمة) ففي هذه الكلمة التي اهتديت إليها بعد التفكير الطويل كثير من روح الكلمة الفرنسية كما قصد إليها بودلير. ونلاحظ بهذه المناسبة أن الكلمة نفسها بالفرنسية غير واضحة المعنى تماماً.
وعلى كل فنحن نشكر للدكتور بدوي جميل عنايته وحسن توجيهه.
عبد الفتاح الديدي
ذكرى الجارم بك
في اليوم الثامن من فبراير الماضي فاضت روح الشاعر العالم علي الجارم بك وشعره يتلى على مسمع منه رثاء للمغفور له محمود فهمي النقراشي باشا.