فلما كان الغسق سمعت إلى الباب ينتفح، ويدخل فتى خفيف الخطى، ويقبل عليها فييحي أحسن تحية بأرق صوت، ثم يستأذن فيجلس إلى جانبها.
وكان الظلام شاملاً، فلم تستطع بسيشيه أن تتبين وجه الجالس إليها أو خلقه، ولكنها كانت تسمع إلى موسيقى تمتزج بصوته الحنون، وكانت تحس كأن عبرات تكاد تخنقه، لأنه يريد أن يبوح بشيء يمنعه الخجل من البوح به. . . واقترب منها. . .
وأخذا في حديث شهي، ولكن الحياء كان ما يزال يعقد لسانيهما. . .
وأقترب منها كذلك. . .
وتماست الأجسام المرتجفة، وليس كتماس الأجسام مفرجاً عن الحب!
وأخذ الحبيب يد حبيبته بين كفيه، فانتقلت الحرارة من هنا إلى هنا، ثم دنا الفم من الفم، واستراح الخد على الخدن، وبدأ طوفان القبل. . .
وتمتم كل من الحبيبين بهذه الكلمة السماوية الخالدة:
(. . . أنا. . . أحبك. . .)
- (كأنك أنت أيها الحبيب الصغير الذي أنقذتني من براثن الموت!!)