للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

نماذج فنية من الأدب والنقد

تأليف الأستاذ أنور المعداوي

للأستاذ إبراهيم محمد نجا

علم من أعلام النقد الأدبي في العصر الحديث، وأديب من أدباء الطبقة الأولى. . ظهرت مقالاته الأدبية منذ سنوات، فلفتت إليه الأنظار والأفكار، وجمعت حوله القلوب والعقول، وهيأت له مكانة عجز عن الوصول إليها كثير من الأدباء. قرأت له تعقيباته التي يوالي نشرها في الرسالة الزاهرة، فوجدته يمتاز في هذه التعقيبات بالنفاذ إلى صميم ما يعرض له من موضوعات الأدب، وشؤون الفكر، ونظريات الفن، ومن هناك يسلط أضواءه القوية على كل زاوية من زوايا الموضوع الذي يتناوله بالدراسة والنقد، فتبدو الأشياء سابحة في النور، بعد أن كانت مغلفة بالظلام، ويصبح ما كان بعيداً عن الإفهام، وقد صار أدنى إليها من كل شيء سواه. وسر هذه المقدرة أن الأستاذ لا يفكر بذهنه فحسب، ولكنه يفكر بقلبه أيضاً، وحين يستطيع القلب أن يفكر، فإنه ينفذ إلى حقائق الأشياء

ثم لقيت الأستاذ المعداوي، وتوطدت بيننا أواصر المودة وصلات الأخوة، فلم أجد فارقا جوهريا بين شخصيته في الأدب وشخصيته في الحياة، فهو في كليهما قوي الشخصية، يعرف لنفسها حظها من التفوق، ونصيبها من الامتياز، فلا يضعها إلا فيما يليق بها؛ ومن هنا يأتي اعتداده بنفسه، ذلك الاعتداد الذي لا يبلغ حد الغرور. وهو جريء في الحق، صريح في إبداء الرأي، لا يتأثر بصداقة الأصدقاء، ولا يتهيب سطوة ذوي الجاه والسلطان. ومواقفه في ذلك معروفة مشهورة. وهو متسامح مع الناس في شؤون الحياة، ولكنه لا يتسامح معهم في شؤون الفن والأدب. ومن هنا كان عنفه في مدافعة ما يراه خطأ وباطلا من الآراء والأفكار، ومن هنا أيضاً كان اتهامه بأنه معول هدم في الحياة الأدبية، وليس عامل بناء! وقد دافع هو عن نفسه دفاعا قويا (هدم) به هذا الاتهام من أساسه، وذلك في المقدمة الرائعة التي قدم بها لكتابه الأول (نماذج فنية من الأدب والنقد)

وهذا الكتاب يضم بين دفتيه طائفة من المقالات والدراسات الأدبية، منها تعقيباته

<<  <  ج:
ص:  >  >>