إن خطاب الهر هتلر في نورمبرك وما تبعه من اضطرابات في تشيكوسلوفاكيا، وقطع المفاوضات بين حكومتها وحزب السوديت الألمان، أقلق الرأي الدولي ولا سيما في لندن وباريس. فقام المستر تشميرلين، رئيس الحكومة البريطانية، بالاتفاق مع المسيو دلادييه رئيس الحكومة الفرنسية، ببذل جهود شخصية لم يكن أحد يتوقعها منه، لإبعاد شبح الحرب العالمية وتثبيت السلام. وإننا في عرضنا لهذه الجهود نتكلم عن مباحثات برختسكادن ومشروع لندن، ونذكر مطالب الهر هتلر الجديدة، ونبدي ما تلاها من الذعر الدولي، وما تم في مؤتمر مونيخ
مباحثات برختسكادن ومشروع لندن
اشتدت خطورة الحالة في تشيكوسلوفاكيا في ١٣ سبتمبر (أيلول) وخشي حدوث حرب أهلية بين التشيك والألمان السوديت على أثر انتشار الاضطرابات بين العنصرين في كثير من المقاطعات السوديتية، وذلك مما كاد يؤدي إلى تدخل الجيوش الألمانية، وبالتالي إلى مساعدة الجيش الفرنسي لحكومة براغ. وهذه الأعمال الحربية إن وقعت، لا تلبث أن تصبح حربا عالمية بتدخل الدول الأخرى عملا بالمحالفات تربطها مع براغ وباريس من جهة، ومع برلين من جهة ثانية
وبما أن النظام الدكتاتوري الذي يضع مصير البلاد في قبضة رجل واحد قلل الانتفاع من النظام الدبلوماسي الاعتيادي ولا سيما في ساعات الأزمات، لذلك قرر المستر تشمبرلين،