للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

قصة ألبانية:

المهد الذهبي

(مهداة إلى الأستاذ الكبير كامل كيلاني)

نقلها الأديبان:

وهبي إسماعيل حقي وإبراهيم خير الله

- ٢ -

. . . يلعب الحظ أدواراً عجيبة في حياة الإنسان؛ فبينما هو يستيقظ من نومه مبكراً ليباشر كعادته عمله في غير رغبة ولا اشتياق، وهو لا يفكر إلا أن يومه سيمضي كأمسه في عمل آلي لا يشعر معه بلذة روحية ولا بقيمة ذاتية، وإذا بيد القدر تمتد إلى مجرى حياته، فتحولها إلى ناحية مضادة كلها نعيم وكلها سرور. . . إن نقطة التحول في حياتي بدأت منذ زارني القروي اليوم، فكأني به قد نزل من السماء ليهيئ لي حياة أهنأ وأسعد، حياة تلمع بأشعة الذهب الذي يمكن تبديله بأرقام ليست لها نهاية من النقود. . . .

حقا، إن بيرام نقطة الفصل في حياتي بين منطقتين: منطقة الماضي الصامت العابس، ومنطقة المستقبل الزاهر الباسم، وعلى ذلك فأنني سأمتع النفس بكل أنواع المتع ما دمت أمتلك نقوداً بهذه الكثرة. . . سأجوب كل البقاع، وأشتري يختا كبيرا أستخدمه في رحلاتي. . . . إن والدي سيدهش عندما يطلع على الموضوع. ترى هل في الكهف حجر لم يرها بيرام؟ وكم يكون عدد الكراسي؟ وهل كلها ذهب؟ إن العالم كله ستعتريه موجة من الاستغراب وسيقول: من أين لهذا الشيطان بكل هذا المال؟ لعل بيرام لا يتحدث إلى أحد في هذا الشأن. كان يجب أن أكم فاه بمبلغ كبير، عشرة جنيهات على الأقل، ليكون ذلك تشجيعاً له على السكوت، وإغراء لوالدته على تركه حراً. . . . ترى من هذا الذي هو معه على موعد؟ كم سينال الاستغراب من صديقي الوفي الأديب (محمود)؟ سأهدى إليه مكتبة قيمة تقديرا لإخلاصه. سأجهز له مكتبا فخما. لا أدري إن كان من المستحسن أن أقص

<<  <  ج:
ص:  >  >>