قرأت ما كتبه الأستاذ إبراهيم الدسوقي في العدد (٥١٢) من مجلة الرسالة الغراء، فوجدته لا يزيد عن تكرار ما كتبه أولاً وثانياً، ويتهرب من الرد على ما أذكره في تأييد رأيي أو يحوله عن وجهه ثم يرد عليه، وهذا كما فعل في ردي عليه بأن كيرش قتله التتر في حربه لهم، وذو القرنين المذكور في القرآن لم ينته أمره معهم بهذا الشكل، لأن الله تعالى يقول في شأنه معهم:(قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا، قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما، آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال آتوني أفرغ عليه قطرا، فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا، قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا)
ولا يمكن أن يفعل ذو القرنين هذا مع يأجوج ومأجوج ثم يتمكنوا من قتله، لأنهم لا يقتلونه إلا إذا استطاعوا أن يظهروا ذلك السد أو ينقبوه، وقد أخبر القرآن أنهم لم يستطيعوا شيئاً من ذلك، وإذن لا يمكن أن يكون ذو القرنين كيرش المقتول بيد التتر. فلما أراد الأستاذ إبراهيم الدسوقي أن يرد على هذا حوله عن وجهه، وذكر أني أقول إن كورش قتل ببلاد التتر وذو القرنين لم يقتل، ليتأتى له أن يقول في رده عليّ: ومن أين عرف أن ذا القرنين لم يقتل في حين أن القرآن لم يذكر إلا جزءاً يسيراً من تاريخه. وستطول المناظرة بيننا بهذا الشكل، ولهذا رأيت أن أتركها إلى ما هو أهم.
عبد المتعال الصعيدي
ضبط الخلاف بين العربية والعامية ممكن
اطلعت في العدد (٥١٢) من مجلة الرسالة الغراء على كلمة للأستاذ الفاضل عبد الحميد عنتر تحت عنوان (ضبط الخلاف بين العربية والعامية مستحيل) يرد بها على اقتراح مقدم إلى المجمع اللغوي في ضبط الخلاف بين العربية والعامية، فعجبت لدعوى الاستحالة من الأستاذ في هذا الأمر الممكن، عجبت لإقدامنا على هذه الدعوى بسهولة، بينما غيرنا يحاول