للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٤ - تفسير الأحلام]

للعلامة سجموند فرويد

سلسلة محاضرات ألقاها في فينا

للأستاذ محمد جمال الدين حسن

أحلام الطفولة:

أظنكم تشعرون أننا قد تقدمنا في سرعة زائدة عن اللازم، وعلى هذا فلنقصر من خطوتنا قليلا. تذكرون أننا عندما قمنا بتجربتنا الأخيرة في محاولة التغلب على الصعوبة التي تنشأ عن التحريف في الأحلام، قلنا إنه من المستحسن أن نحتال على ذلك بأن نركز كل جهودنا في اختبار الأحلام التي تكون خالية أو شبه خالية من التحريف إذا كان هناك أحلام من هذا القبيل. ولكننا بهذا القول نكون قد عدنا إلى البعد عن جادة الصواب، لأن الطريق الذي سلكناه في البحث لم يهدنا في الواقع إلى معرفة شيء عن هذه الأحلام الخالية من التحريف إلا بعد أن طبقنا طريقنا في التفسير مراراً وتكراراً على أحلام من النوع المحرف، وحللناها تحليلا مضنياً استنفد منا مجهوداً كبيراً.

وهذا النوع الذي نبحث عنه من الأحلام موجودة في الأطفال، فأحلام الطفولة أحلام واضحة، سهلة الفهم، متماسكة خالية من التعقيد. وليس معنى هذا أن كل الأحلام في الأطفال من هذا النوع، فالتحريف يبدأ عادة في الظهور من بواكير الطفولة، وتوجد تحت يدنا أحلام لأطفال بين الخامسة والثامنة تظهر فيها كل الخواص التي تظهر في أحلام البالغين. ولكن إذا اقتصرنا على النظر في الأحلام التي تحدث في المدة الواقعة بين بدء النشاط العقلي للطفل والسنة الرابعة أو الخامسة من حياته، وجدنا أنها تحتوي على سلسلة من الأحلام يمكن أن نطلق عليها حقاً (أحلام الطفولة). وهذه الأحلام قد توجد بصفة فردية في أواخر الطفولة. كما أن كثيراً من البالغين يرون في ظروف معينة أحلاماً لا تختلف عنها اختلافاً يذكر.

وهذه الأحلام في إمكانها أن تمدنا بمعلومات وافية عن الطبيعة الأساسية للحلم نأمل في أن تكون عامة تنطبق على جميع الأحلام على اختلاف أنواعها:

<<  <  ج:
ص:  >  >>