في هذه الأيام يتجاوب البرق في أنحاء العالم بذكر حدود مصر الغربية وتتطلع الدول إلى ما يجري في هذه الحدود من التحصين والاستعداد وتحرك الجيوش من الجانبين: المصري والإيطالي. وقد ارتحل المحرر إلى هذه الأنحاء النائية فقضى بها أربعين يوما، وهو في المقالات يصف الطريقة ويتحدث إلى القراء بأنفع المعلومات في أسلوب سهل موجز
سحر الصحراء
في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان الربيع قد أطل على الوجود بوجهه المزدهر الباسم - وفي الربيع تتجاوب الذكريات - فذكرت فيما ذكرت رحلتي الأولى إلى الصحراء الشرقية، وتمثل في خاطري سحر الصحراء وما يلقى المرتحل إليها من عناء هو أحب إلى النفس من الراحة والدعة والاطمئنان
ذكرت رحلتي تلك إلى صحراء سيناء فتطلعت نفسي إلى رحلة ثانية أرتحلها إلى الصحراء الغربية
ومحافظ الصحراء الغربية صديق قديم، وهو من رجال السيف والقلم يمجد الأدب ويحب الأدباء. . . فلتكن رحلتي الثانية إليه. وفي رحابه ومعونته سأجوب الصحراء وأرتاد نجوعها وأنزل على قبائلها، واشرف على هضابها، وأهبط إلى وديانها، وأقطع شعابها ومفاوزها
هتف بي سحر الصحراء ودعاني فلبيت. . .
ولقد كان للعرب من قبل - كالمقريزي والمسعودي واليعقوبي وأبي الفداء وغيرهم - شرف السبق في ارتياد الصحارى واجتياز مجاهلها مستهدفين لأخطارها في وقت لم يعرف عنها غيرهم إلا النذر اليسير؛ وكانت هذه الصحارى - ولا تزال - سراً مجهولاً مهما قال عنها العارفون.