أتذكر أن من الناس من يقول:(عيد الأضحى)، وأن منهم من يقول:(العيد الكبير)، وأن أهل سنتريس يقولون:(عيد القمر) كأنما عزّ عليهم أن يبقى القمر بلا عيد؟
ليت شعري أظلّ أهلي وأهلك يسمونه عيد القمر، أم تغيرت من بعدنا الأسماء؟
كان لي أهل، وكان لك أهل، يا قلبي
أما أهلي فبخير، وإن كانت أتوجع كلما ذكرت أن أولئك الأهل خلا ناديهم من وجه أبي؛ وكان لك أهل يا قلبي، ولكن أخبارهم غابت عني منذ أزمان. فإن كانت عندك أخبار فحدثني عنهم، فما أحب لك أن تعيش في دنياك عيش الغريب!
لا تكتم عني شيئاً يا قلبي، فم لك في الدنيا آسٍ سواي. أما رأيت كيف كانت أحاديث الناس في هذا المساء؟ فما لقيني أحد من أعضاء المؤتمر الطبي إلا سألني عن صحة ليلى. وما أذكر أبداً أن أحداً سألني عنك! وكذلك جاز أن يسأل الناس عن صحة القاتل ويسكتوا عن فجيعة المقتول! والويل كل الويل للمغلوب
إن ليالي الأعياد ترجعني إليك يا قلبي
فهل تذكر يوم كنا طفلين، حين كان من المألوف أن يزور الناس المقابر وفي أيديهم المصابيح؟ وهل تذكر أننا سألنا مرة عن الحكمة في حمل المصابيح في الليلة المقمرة، ليلة عيد القمر، فكان الجواب أن الأموات يأنسون بالأضواء؟
فهل تسمح بأن أحمل مصباحاً في هذه الليلة، وأخرج معك لزيارة المدفون من أوطارك وأحلامك؟ ولكن أين المقابر التي دفنت أوطارك وأحلامك حتى أونسها بضوء المصباح؟ أين؟ لا أين، فإني أخشى أن تكون المقادير صنعت بأحلامك ما يصنع البحر بما يُدفن فيه من سرائر القلوب!
حدثني أين دفنت أحلامك، فإني أعرف أنك قليل البخت في دنياك. ولو كان لك بخت لما جاز أن تبيت مشرد الأماني في ليلة عيد