للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[يا قمر!]

للأستاذ محمود البشبيشي

يا سمير الحزين في خلوته، ورفيق السعيد في جلوته!

كل ما فيك سحر. . . وكل ما فيك بشْر

سحر يغمر القلوب بشعاع النور فتطرب

وبشر يشمل النفوس فترتاع الآلام وتهرب!

. . . لا حزن معك. . . ولا ضلال بظلك يا قمر!

يا هادي الساري في البيداء. . . وقاهر الظلمة بالضياء

شراع أنت للملاح لا يبلى مع الزمن، ولا يضطرب مع الريح فيصيبه الوهن! يقهر موج البحر، كما يقهر أمواج الفكر، فتسير السفينة بفضله في أمان! ويهدأ الملاح فيصوغ لك شكره في ألحان

كم لك على الأمواج من قُبل ليست كالقبل! بل زادت عليها معنى النور!

قبلُ من نور! يا سحرك يا قمر! ترقص من فرحة اللقاء، على ثغور الماء. . .

قبلُ من نور! يا سحرك يا قمر! تخشى الرقيب فتضطرب وتنتقل!

ولا تقع في اضطرابها وتنقلها إلا على شفة من موج، أو خد من زورق!

قبلٌ من نور! يا سحرك يا قمر! تبعث الغيرة في قلوب الأشجار الحالمة، في الضفاف النائمة، فتمد لك أوراقها ثغوراً تطمع في قبلة من نور!

. . . ومن عجب يا قمر أنك تقبلها وتقبلها غير ما هائب ولا خائف من عتاب الأمواج وثورة قلوبها

للحقائق المجردة فعل السحر في كل شيء، تنزل بالغنى إلى الفقير لتقربه من النجاة، وترتفع بالفقير إلى الغنى لتشعره بالحياة

. . . فكيف وحقيقتك يا قمر من نور!!

تنزل بالسماء في معنى الشعاع إلى الأرض لتقول لها إنك لا زلت تراباً!! وترتفع بالأرض إلى السماء في معنى الظلال وانعكاس النور لتقول للسماء إنك لا زلت سماء ما دام فيك ضياء!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>