للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العالم المسرحي والسينمائي]

مسارحنا في الأعياد

لناقد (الرسالة) الفني

جرت تقاليد المسارح الكبرى، ودور اللهو في أوربا عامة، وفي إنجلترا خاصة، على إعداد برامج حافلة في مواسم أعياد الميلاد ورأس السنة، تعنى بعرض مشاهد مسلية يجد فيها الأطفال متعة ولهواً بريئاً يثير في نفوسهم الغضة ألواناً من السعادة والجذل، ويجعلهم ينعمون بأمسيات طيبة في ليالي العيد، تبهج قلولبهم، وتبعث فيها الحياة والمرح.

وتزدحم المسارح في أيام العيد بروادها من الأطفال مع أهلهم الذين يصحبونهم يشاركونهم اللهو والسرور جذلين فرحين بأن ينعم أبناؤهم بما أعدوه لهم من مباهج العيد ومسراته في المنزل أو في المسرح على السواء.

وتستمر حفلات الأعياد في المسارح قرابة شهر، وأكثر البرامج من نوع (البانتوميم) الذي يمثل بعض الخرافات الشائعة، أو القصص الصغيرة المسلية، التي لا يعيا ذهن الطفل الحدث في تفهمها ومتابعتها، وتصحب بالموسيقى والأغاني الرقيقة التي يسهل على الطفل حفظها وترديدها بلفظها الجزل، ولحنها السهل، ونغمها الشجي العذب.

وهناك بعض الروايات على المسرح الإنجليزي، تعد خصيصاً لحفلات أعياد الميلاد ورأس السنة، وقد أصبح تمثيلها من التقاليد الموروثة التي لا مندوحة عنها، وبعضها يرجع تاريخ ظهوره إلى حوالي نصف قرن، ولكنها تظهر كل عام في مظهر أنيق، فتعد لها الملابس الجديدة الزاهية، والمناظر الدقيقة الجميلة، وقد تضاف إليها بعض الأناشيد والأغاني لتجعل لها لوناً جديداً جذاباً.

وأشهر الروايات التي عرضت هذه السنة على مسارح لندن في مواسم الأعياد (سندرلا) و (الأطفال في الغابة) و (ديك وتنجتن) و (علاء الدين) ويرجع تاريخ ظهورها إلى سنة ١٨٩٣، أعني إلى واحد وأربعين سنة مضت.

ومن أحسن الروايات التي عرضت هذه السنة، ولها تاريخ ماض طويل، رواية (بيتربان) التي يحتفظ بطلها بنضارة الصبا على مدى الحياة، وهو خالد على مر الدهور لأنه يمثل روح الشباب الخالدة أبداً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>