للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[صلوات فكر]

في محاريب الطبيعة!

للأستاذ عبد المنعم خلاف

أقباس من ظلمات القبح

إن القبح يتعرض لي لأصوره في صحفي! أليس قانوناً مؤثراً في حياة الأرض كما يؤثر الجمال؟

إذاً فاستيقظي يا رؤوس الشر والقبح التي طال نومها وصمتها في دنياي، وحدثيني حديثك. . ارفعي رأسك، وجرجري جسمك، وارقصي أمامي رقصاتك فقد جاء دورك!

وما صور الأهوال في جحيم (دانتي)، ولا خيال الطفولة عن السعالي والغيلان والجنان في كسف الظلام، ولا أحلام الكظة و (الكابوس) على صدر نائم ممتلئ واسع الخيال مرهف الحس بأشد تهويلاً وتخييلاً وافتناناً مما أراه الآن في عالم القبح. . .!

سيالات متدافعة من ظلمات الأوهام. . . وتهاويل مفزعة من شناعات الأشباح والأجسام. . . وصور وأطياف من الوحل والجمر والقيح والصديد والغسلين والزقوم وزفرات البراكين ورؤوس الشياطين، كل أولئك بعض ما تمر مواكبه في خيالي الآن وأنا أستعرض ذلك العالم!

فسيري أمامي يا جنود الشر التي تطمس نضارة الحياة وتنهش جسمها العبقري وتشوه محياها الجميل. . .

انسابي أيتها الزواحف السامة في جنح الليل تحت أقدام الأحياء، وروعيها بفحيحك الهامس ولسعك القاتل. . .

إنك نفوس في أجسام حية أيضاً، ولكنها نفوس تعيش مقبوحة مسلولة ملعونة مطاردة تجرجر أجسامها في العفونات، وترقب الحياة في الأحياء العليا بعيون حديدة محمومة من الحقد، وأنياب يغلي فيها السم المخزون في رؤوس كلها حويصلات أذى. . .!

انعبي أيتها البوم والغربان على الأطلال والخرائب بصرخات تفزع منها طمأنينة النفس وتترك فيها أنغاماً جنازية قابضة تدبر منها بهجة الحياة. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>