للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كتاب مستقبل الثقافة في مصر]

الثقافة العامة وتعليم اللاتينية واليونانية

للأستاذ أبي خلدون ساطع الحصري بك

(تتمة)

قد يخطر على بال الإنسان أن يتساءل عندما يلقي نظرة عامة على هذه الأطوار المتتالية: هل تقف يا ترى سلسلة هذه التطورات عند الحد الذي وصلت إليه أخيراً؟ أم ستستمر بعد الآن أيضاً؟ هل يجوز لنا أن نقول إن التطور الأخير سيكون خاتمة الأطوار؟ أم يجب علينا أن نتوقع حدوث تطورات أخرى بعد الآن أيضاً؟. . .

أنا لا أرى لزوماً للتنبؤ عن مستقبل هذه التطورات، لأنني اعتقد أن ما عرفناه عن التي حدثت إلى الآن كافٍ لتوضيح وحل المسالة التي من أجلها خضنا غمار هذا البحث. . . مع هذا أرى من المفيد أن انقل بعض الكلمات التي قرأتها أخيراً - في هذا الصدد - في إحدى المجلات التربوية:

(لقد فرقت بين الإنسانيات القديمة والمجتمعات الحالية هوة خطيرة لا تزال تزداد عمقاً وعرضاً، يوماً فيوماً. . . إن دور الإنسانيات المذكورة قد انتهى، ولم يعد في استطاعتها أن تدعي حق البقاء كمنبع للثقافة العصرية. . . إنها لا تعيش الآن إلا عيشة اصطناعية؛ فقد فقدت كل ما كان لها من قوة وحياة. . .)

كذلك أرى من الممتع أن اذكر ما كان قاله (لابيه دوسان بيبر) في هذا الصدد:

(سيأتي يوم نفهم فيه: أن حاجتنا (يعني حاجة الفرنسيين) إلى تعلم اللغة اللاتينية، أقل من حاجتنا إلى تعلم اللغة المالائية أو تعلم اللغة العربية. . .)

إنني أعتقد أن الحقائق والوقائع التي سردتها آنفاً، حول مسالة تعلم اللاتينية واليونانية في الدراسة الثانوية في أوربا بوجه عام وفي فرنسا بشكل خاص، تعين لنا بكل وضوح الموقف الذي يجب أن يقفه مفكرو العرب حيال هذه المسالة بالنسبة إلى معارف البلاد العربية: لا شك في أن هذا الموقف يجب أن يكون موقف الرفض والأعراض. . .

يجب علينا أن نتذكر - في هذا الصدد - الحقائق التالية على الدوام:

<<  <  ج:
ص:  >  >>