للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الدكتور محمد إقبال]

أكبر شعراء الهند المسلمين في العصر الحاضر

(إن صوتي قد أوقد النار القديمة في بلاد إيران ولكن العرب

لا يعرفون شيئاً عن نغماتي الشجية)

(إقبال)

بقلم السيد أبو النصر أحمد الحسيني الهندي

شدا صديقنا المفضل الشاعر الفيلسوف الدكتور السر محمد إقبال بهذا البيت في ديوانه (بيام مشرق) (أي رسالة الشرق) منذ ثلاث عشرة سنة، ولكنه لم يسمع صدى المعرفة الحقيقة (لنغماته الشجية) من العرب إلى اليوم. وثلاث عشرة سنة مدة طويلة. لأن الشيء إذا مر عليه زمن قليل يقال إنه مضى ودخل في ذمة التاريخ، وليس كل ما دخل حصن الماضي نال رعاية التاريخ. لأن مخالب التاريخ الحديدية لا تقتطف إلا ما هو مؤثر مباشرة في الحوادث المادية ولا تهتم بوجود الكائن الحي بنفسه أياً كان، ولكن هناك أشياء خارجة عن وصول مخالب التاريخ ومؤثرات الزمن مع كونها مؤثرة في الحوادث المادية. وتلك الأشياء هي الحقائق الملهمة، ومنها الشعر أو (النغمات الشجية) كما عبر الدكتور. فالحقيقة الملهمة شيء خالد بعيد المرام عن تلاعب الزمن، وعزيز المنال من مخالب التاريخ، تظمأ الحياة الإنسانية إلى مناسمته في كل زمان، وتتطلع إلى مؤانسته في كل مكان

وعلى هذا أريد أن أعرف إخواني الناطقين بالضاد بتلك (النغمات الشجية) وأن أكون على الأقل ترجماناً لها إن لم أكن راوية، فأقدم اليوم إليهم على صفحات (الرسالة) ترجمة حياة الدكتور بالإيجاز، وسأتبع ذلك بحديث عن شعره وفلسفته وآرائه في نواحي الحياة المختلفة إذا وفقني الله لذلك

انحدر الدكتور السر محمد إقبال من سلالة وثنية عريقة في المجد والشرف من طبقة (بَنْدِتْ) القاطنة ببلاد كشمير في شمال الهند. و (بندت) لقب يلقب به أهل العلم والفضل من طبقة البراهمة التي هي أرفع الطبقات وأعلاها شرفاً وعلماً ونفوذاً في النظام

<<  <  ج:
ص:  >  >>