للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

أوجين أونيل الفائز بجائزة نوبل للآداب

ذكرنا في العدد الماضي أن الأكاديمية السويدية قد منحت جائزة نوبل للطب والفسيولوجيا هذا العام إلى العلامة النمسوي الدكتور أوتو ليفي والعلامة الإنكليزي السير هنري هالت ديل.

والآن نذكر أنها منحت جائزة نوبل للآداب إلى الكاتب الأمريكي الشهير أوجين أونيل ?

وأوجين أنيل هم أعظم كاتب مسرحي أمريكي في عصرنا، اشتهرت قطعه التمثيلية في أمريكا وفي العالم القديم معاً؛ وكان مولده في سنة ١٨٨٨ بمدينة نيويورك من أب ممثل شهير، ودرس أوجين في هارفارد وقضى شباباً مضطرباً يعالج مختلف الأعمال، وينتقل من بلد إلى بلد، فاشتغل بحاثاً عن الذهب، واشتغل بحاراً، وصحفياً مخبراً، وممثلاً، وأحرز خبرة كبيرة في مختلف الأعمال؛ وأصابه السل وهو في بدء شبابه، فأودعه أبوه أحد المستشفيات، وهنالك كتب عدة قطع تمثيلية من فصل واحد؛ ولما شفى عاد إلى كلية هارفارد وتلقى دروس الكتابة المسرحية على الأستاذ باكر؛ ومثلت بعض قطعه المسرحية في الأقاليم فأصابت نجاحاً. وفي سنة ١٩١٩ ظهرت أولى قطعه الكبيرة بعنوان (ما وراء الأفق) فنالت شهرة كبيرة؛ وفي سنة ١٩٢١ ظهرت (الإمبراطور جونس) فزادت في شهرته؛ وفي سنة ١٩٢٢ ظهرت (أنا كرستي) ومن أشهر قطعه رواية (القرد الغزير الشعر) وقد مثلت بنجاح عظيم في نيويورك ولندن. وظهرت بعد ذلك عدة قطع اشتهرت كلها في العالمين الجديد والقديم ومثلت في جميع العواصم الكبرى، ومنها: (١٩٢٧) و (١٩٢٨). وقد امتازت روايات أونيل بأنها تعرض المحادثات النفسية للأشخاص على المسرح في ثوب جديد ساحر، واشتهر بعضها بالتطويل حتى إنها لتبلغ تسعة فصول، وتستغرق في تمثيلها خمس ساعات، ومع ذلك فقد اشتهرت بقوتها وعميق تأثيرها. وقد تقلب أونيل في الكتابة بين عدة مذاهب (الحقيقي) و (التعبيري) والرمزي والنفسي؛ وهو لا يعنى بشيء من الآراء والمذاهب والسياسة والاقتصادية، وكل ما يعنيه هو الفكرة الإنسانية، وما تعرضه في الحياة الواقعة؛ ومعظم الخواتم في قطعه تعرض الخيبة والفشل، ويهزم الأشخاص لا بخطئهم أو تقصيرهم ولكن بفعل الحظ والمصادفة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>