(ثالثاً): (كذلك لا يعترض علينا بالجانب العلمي من الثقافة الإسلامية لأنها نتيجة الأخذ بأساليب الفكر اليوناني)
انتهى الكاتب إلى أن الجانب العلمي من الثقافة الإسلامية نتيجة الأخذ بأساليب الفكر اليوناني. ولماذا لا يكون هذا الجانب نتيجة للأخذ بأساليب الدين الإسلامي وتعاليمه؟
١ - (الذين يتفكرون في خلق السماوات ولأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا. . .)
٢ - (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت. . .)
٣ - (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون)
٤ - (فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخلق من بين الصلب والترائب)
هذه آيات بينات اعتقدها المسلم لا بالسيف ولا بغيره، ولم تدخل في معتقده عن طريق العاطفة والمسايرة بل دخلت عن طريق العقل فقط. ألا تري أن في كل حرف فيها دعوة صريحة إلى التفكير في مخلوقات الله؟ ولماذا دعاهم إلى هذا التفكير؟ ليعتقدوا بعظمة الله أم يهتدوا بوجوده؟ لاشك بأن للاهتداء إلى الوجود لأن التعظيم يكون لشيء يعتقد بوجوده وهم لم يعتقدوا بعد ذلك.
سمح لهم بالشك في كل شيء والتفكير في كل شيء ودعاهم إلى تحرير عقولهم من قيود العبودية الزمنية. وبعد ألا تعتبر هذه الدعوة أساساً عملياً، لأن استمال العقل في التفكير في مخلوقات الله وهو الأسلوب العلمي بعينه. أفيكون اليونان أصحاب الفضل في ذلك فيأخذ عنهم فلاسفة المسلمين هذا الجانب العلمي أم يكون الدين الإسلامي هو الأصل الأول؟ لهم لا يكون اليونان وفلاسفتهم أصحاب هذا الفضل إلى إذا أخذ القرآن بأساليب الفكر اليونان أو إلا إذا اعتبر متكلمة المسلمين وفلاسفتهم فلسفة اليونانيين مصدر أوليا في معتقدهم وكان القرآن مصدراً ثانوياً، والحقيقة تكذب هذا وذاك. وهم ما استعانوا بالفلسفة اليونانية إلا بعد أن تشربت قلوبهم معتقدهم الديني، وما كانت لهم الفلسفة إلا أداة منطقية لا علمية، والمنطق